الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا كريماً لم يزل محتمِلا >>
قصائدابن الرومي
يا كريماً لم يزل محتمِلا
ابن الرومي
- يا كريماً لم يزل محتمِلا
- محناً في عبده بعدَ مِحَنْ
- يتلقَّى فيَّ ما يأذَى به
- وأُكافيه بأنواع الظِّنَنْ
- وهْو لا ينفك من عَوداته
- فيه بالآلاء تَتَرى والمِنَنْ
- بالذي لو فاخر الخلقَ اعتلى
- والذي لو وازنَ الخلقَ وَزن
- اعفُ عنِّي وأقِلْني عَثْرتي
- يا عياذي لمُلمَّاتِ الزمن
- لاتعاقِبْني فقد عاقَبَني
- ندمٌ أقلق روحي في البدن
- بنظير الشمس والبدر الذي
- زانه اللهُ بمنفوس الزِّين
- والذي لولاكَ أضحى لا يُرى
- رَأيَ حَق إن في الدين سكن
- يا آمنا عنده مؤتمنا
- كُنْ على المجد أمينا مؤتَمن
- واجعلِ العفو لحمدي ثمناً
- فلكم أغليت بالحمدِ الثمن
- إنَّ ما أمسيتَ تعتدُّ بهِ
- لم يكنْ سِرّ نفاقٍ فَعَلَنْ
- إنَّما كان هفوءاً ساقه
- سهوُ قلب بين هم وحزن
- لا تُطّيِّرْ وسناً عن مُقْلة ٍ
- أنت أهديتَ لها حُلْو الوَسَن
- لم يصرحْ لك بالسوء ولا
- أضمر السوء اعتماداً إذْ لحن
- لك سلطانٌ عزيزٌ فإذا
- أنت لم تعفُ عن الجاني وَهَنْ
- أيُّ سلطانٍ وقد أصبحْتُما
- كمسيءٍ ومسيءٍ في قَرن
- ومتى لم تعفُ عن ذي هفوة ٍ
- مَرَد القلبُ عليها ومَرَنْ
- كن عزيزاً بالتغاضي إنه
- يترك الجاني مسلوبَ اللَّسَنْ
- ومتى لاحظْتَهُ في مجلسٍ
- ضربَ الزَّوْرُ ذليلاً بالذَّقن
- خاشعَ الطرفِ عليه ربقة ٌ
- يخضعُ الجيدُ من العفوِ الحسن
- هو عزٌّ غامضٌ فافطِنْ له
- يا ذكي القلبِ والعينِ فطنْ
- وازجُرِ النفسَ إذا ما حَزُنَتْ
- أن يفوتَ القوم سبقاً من حزن
- لا تُضِق عفوك عني واجْزني
- يا فسيخَ العفوِ يا رحبَ العَطَنْ
- رُبَّ نفسٍ حرَّة ٍ قد ألِفَتْ
- وطنَ السُّوء فهَبْ أنَّي وطن
- كيف تستسهلُ إبعادَ امرىء ٍ
- قد بنى إلفك فيه وقطن
- إنني من حَمْأة مسنونة
- وأرى أنك من خير الطِّين
- إن أطعت النفس في رفض العلى
- واطراح الحمد ذَمِّتْكَ المنن
- ورأت أنك لم تحفل به
- حين دلِّتك على قصد السنن
- إن أطعتَ النفسَ في رَفْضِ
- بها حين دلَّتْك على قصدِ السَّنن
- قد دعتْكَ النفسُ من غُمْرتها
- فتداركْها فلم تدعُ وثن
- وانخدِعْ لي أو تَخَادَعْ إنها
- خُدعة ٌ فيها رَباحٌ لا غبن
- إن تناومْتَ فَمَنْ ذا أرتجي
- أو تصاممت فلم تسمع فمن
- واعذِر اللَّهفانَ في أفعاله
- إنه يُغشَى ويَعمى ويُجن
المزيد...
العصور الأدبيه