الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> يامَنْ هواه من القلوب مَكينُ >>
قصائدابن الرومي
يامَنْ هواه من القلوب مَكينُ
ابن الرومي
- يامَنْ هواه من القلوب مَكينُ
- والماءُ في الوَجَنات منه مَعينُ
- ومن اغتدى وكأنه من حسنه
- في كل عضو منه حُورٌ عِين
- وإذا تنفَّس نائماً أو لاثماً
- فكأنما يتنفس النِّسرين
- أعليك في رمي القلوب وكَلْمها
- نَذرٌ وفي منع الشفاء يمينُ
- ظبيٌ كأن كناسه مما ترى
- فيه دماءَ العاشقين عَرينُ
- إني أعوذ بعَدْلك ابنَ محمدٍ
- منه وأنت على الظَّلوم مُعين
- يامن غدا والمشتري جَدٌ له
- والشمس رأيٌ والهلال جَبين
- والحلمُ سمتٌ والعفاف طويَّة ٌ
- والبِر خِدنٌ والوفاء قرين
- ومن استفاض بعدله وبفضله
- حتى استوى الجبار والمسكين
- ومن استجنَّ من الحوادث جارُه
- فكأنه بعد الوِلاد جنين
- مَشْتاه في كنفيك يابن محمد
- مشتى ً دفيء والمصيفُ كَنين
- طاب الزمان له ورقَّ غليظُه
- فكأن كلَّ شهوره تشرين
- أقسمتُ ما وعد الرجاء بحاصل
- إلا وجودُك بالوفاء ضمين
- تبدو ووجهك ضاحكٌ مستبشرٌ
- عند السؤال وللبخيل أنين
- عنوانُ معروفٍ يكون وراءه
- بَدءٌ وعَوْد من جداك ثخينُ
- فالبشرُ بالبدء الهنِّي مبشِّرٌ
- والبدء بالعَود السنِّي رهين
- لازلتَ أفضلَ من يطيع إلهَه
- ويطيعُه التعميرُ والتمكين
- أشكو إليك معاشراً ولعوا بنا
- لهمُ كمينٌ في الصدور دفينُ
- جَدّوا بنا كالمازحين عَداوة ً
- والجدُّ في بعض المِزاح مُبين
- فإذا ادّخرت لنا نصيبَ كرامة ٍ
- خَانوا وهانَ عليهُم التخوين
- غلبتْ على ألبابهم شهواتُهم
- فأرتهمُ مالا يزَينُ يزين
- من كل أَفوه قد أُمِدَّ بمعدة ٍ
- حَرَّى يذوبُ لحرها الهِرْصين
- والنابُ منه على الأمانة خنجر
- والظّفر من أظفاره سكين
- بطلُ الوقاحة لا الحياءِ كأنْ به
- عن أن يخونَ أمانة ً تهوين
- يأبى مسالمة َ الأمانة مثله
- أنى يسالمُ بطَّة شاهين
- إنا نُكاد ولانَكيد عدوَّنا
- ثقة ً بكيد الله وهو متين
- إني أعيذك أن يراك مليكنا
- ترضَى خيانتَهم وأنت أمين
- فكِّر وقل لهُم مقالة َ صادقٍ
- يحتجُّ عند مقاله ويُبينُ
- يامن يهَوّن أن يخون أمانة ً
- أقسمتُ أن سَيُهينك التهوين
- لايصغرنَّ لديك قدرُ خطيئة
- إن المحاسبَ سجنُه السّجين
- ولعل ذا جهل يقول بجهله
- إن المُعاتبَ في الطفيف مَهين
- وجوابُه نقدٌ لدينا حاضرٌ
- وافٍ إذا نقص الجوابَ وَزين
- قولا له إن كان يعقِلُ إننا
- قومٌ بحُبّ المُنعمين ندين
- من لا يَشحُّ على قليل نصيبِه
- من برِّ سيده فذاك ظنين
- إن المحبَّ بمن أحب وبالذي
- يُسدَى إليه وإن أقلَّ ضنين
- وأرى الكرامة حلية ً ماأُخليت
- مِن غَيْرة ٍ فيها لها تحصين
- تَلقى الفتى الغيران ينفِث دونها
- قِطَع الحريق كأنه التنين
- والغيرة ُ الشيءُ الذي لم يُلْغه
- إلا خَصِيُّ السوء والعِنين
- أو قلتُ قولاً لست أجهل أنه
- فيه لصدرِ مُرجِّم تخشين
- ولما أصبتُ به سوى مُتَعَرِّضٍ
- وأخو العداء بما يَدينُ مَدين
- فليرضَ بالتهجين أو فلينصرف
- عما يكون جزاءَه التهجين
- لايحسن الظنَّ اللئيمُ بنفسه
- فالغثُّ غثٌّ والسمين سمين
- يا من عَطاياه لديه رخيصة
- وثناءُ مادِحه لديه ثمين
- وإذا اعتصمتُ بجوده فكأنما
- غدتِ العواصم لي وقنَّسرينُ
- فإذا التقى داعٍ له ومؤملٌ
- سُمع الدعاءُ وشُفِّعَ التأمينُ
- ستَبرُّني وتسرُّني وتثيبني
- وأقول فيك ويُحفَظ التدوين
المزيد...
العصور الأدبيه