الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> وما الفقرُ عيباً ما تَجمَّلَ أهلُهُ >>
قصائدابن الرومي
وما الفقرُ عيباً ما تَجمَّلَ أهلُهُ
ابن الرومي
- وما الفقرُ عيباً ما تَجمَّلَ أهلُهُ
- ولم يسألوا إلا مُداواة َ دائِهِ
- ولا عيب إلا عيبُ من يملك الغِنى
- ويمنعُ أهلَ الفقرِ فضلَ ثرائهِ
- عجِبتُ لعيب العائبينَ فقيرهَم
- بأمرٍ قَضاهُ ربُّه من سمائه
- وتركِهِمُ عيبَ الغنيِّ ببخله
- ولؤمِ مساعيه وسُوءِ بلائه
- وأعجَبُ منه المادحونَ أخا الغنى
- وليس غِناهُ فيهمُ بغنَائِهِ
- ولو أنه أغنَى ووَكَّل نفسه
- بجمع فضول المالِ بعد اقتنائه
- لَمَا كان أهلُ الحمد من قُربائه
- إذا أْتَمروا رُشداً ولا بُعدائه
- ولا حَمِدَ اللهُ الأولى يَحْمَدونه
- ولا اعتدَّهم في الناس من أوليائه
- أولئك أتباعُ المطامع والمنى
- جزاهم مليكُ الناس شرَّ جزائه
- يعيبهم أهل العفافِ ومدْحِهِمْ
- حريصاً يكُدُّ النفسَ بعد اكتفائه
- يؤثّل لا للحمدِ ما هو كاسبٌ
- ولا الأجرِ في إصباحه ومسائه
- ولكنْ لكنزٍ من لُجينٍ وعَسْجَدٍ
- يودُّ فناءَ العُمر قبل فسائه
- يقيه ويحميه بصفحه وجهه
- ويجعل أيضاً عِرضَه من فدائه
- ولو حُظَّ أضحى مالُه من أمامه
- وِقاءً وأضحى عِرضُه من ورائه
- ولكنْ أبى إلا الخَسَارَ لغَيِّهِ
- وما فوق عَيْنَيْ قلبهِ من غطائه
- ولو وَزنَ استمتاعَهُ بغَنائِهِ
- إذاً ما وفَى استمتاعُهُ بعَنائه
- سأمنحُهُ ذمِّي وأختصُّ حِزبَهُ
- بأوفَى نصيب من قبيحِ ثنائه
- رضيتُ لمن يشقى عقاباً شقاءه
- وإن لم أكن أرضى له بشفائه
- إذا حُرم الفاني من الخير حَظَّهُ
- فَلِمْ يفرح الباقي بطول بقائه
- ضَلالاً لمن يسعى إلى غير غاية ٍ
- ولايرتجى ناهيهِ عند انتهائه
المزيد...
العصور الأدبيه