الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> وبديعٍ من البدائع يَسْبي >>
قصائدابن الرومي
وبديعٍ من البدائع يَسْبي
ابن الرومي
- وبديعٍ من البدائع يَسْبي
- كل عقلٍ ويطبيَّ كُلَّ طرْفِ
- وُفِيَ الحسنَ والملاحة َ حتى
- ما يُوفِّيه واصفٌ حقَّ وصفِ
- قدحٌ كان للرشيد اصطفاه
- خَلَفٌ من ذكوره غيرُ خَلفِ
- كفَم الحِبِّ في الحلاوة ِ بل أح
- لى وإن لا يناغي بحرف
- صيغ من جوهرٍ مصفّى ً طباعاً
- لا علاجاً بكيمياء مُصَفِّ
- تنفذُ العينُ فيه حتى تراها
- أخطأتْهُ من رقَّة المستَشَف
- كهواءٍ بلا هباءٍ مَشوبٍ
- بضياء أَرقِقْ بذاك وأصف
- وَسَطُ القدرِ لم يكبر لجرَّع
- متوالٍ ولم يُصغِّر لرِشف
- لا عجولٌ على العقول جهولٌ
- بل حليمٌ عنهنَّ في غير ضَعفِ
- يُمْتع الشاربين بالشُّرب فيه
- وبلذَّات كلِّ قصفٍ وعَزفِ
- ما رأى الناظرون قدّاً وشكلاً
- فارساً مثلَه على بطنِ كف
- ليس يخلو إذا تعاطاه قومٌ
- من أكفٍّ يمْسحْنه بتحَفِّي
- ما رأوْهُ إلا اسُتِخفَّ حليمٌ
- لم يكن قبل ذاك بالمستخَفِّ
- تُؤثرِ العينُ أن تَنزَّه فيه
- عند قول الكرى لذي العين أغفي
- فيه نونٌ معقربٌ عطفَتْهُ
- حكماءُ القيونِ أحسنَ عطف
- مثل عطفِ الأصداغ في وَجَناتٍ
- من غزالٍ يُزهَى بحسنٍ وطرف
- ذَخرتْهُ لك العواقبُ عندي
- يتخطاه كلُّ حينٍ وحتف
- فتمتعْ به وعِشْ في سرورٍ
- ألفَ عامٍ ولستُ أرضى بألف
- ثم إني مشمِّرٌ من ثيابي
- فمُلاقيكَ من عتابي بزحف
- أمِنَ العدلِ أن حُرمْتُ وغيري
- من عطاياكَ بين غَرفٍ وجَرف
- عَمَّ من عَمَّ مدحُه الناس طرّاً
- منك جودٌ سماؤه ذاتُ وكف
- وعداني أن أستخِصَّك مدحي
- يابن يحيى وتلك خُطة ُ خسف
- ليس ترضى بما فعلتَ قوافٍ
- أنت منها مصدِّرٌ ومُقفِّي
- مِدَحٌ فيك صنْتُها كلَّ صونٍ
- تحت عِرضٍ ظَلِفْتَه كلَّ ظلفِ
- بعضها قد بدا وبعضٌ يُراعي
- أن يُرى للعطاء موضعَ كشفِ
- لا تُكذِّب مَخيلة ً لك أضحتْ
- يخطفُ الطرفَ لمعُها كلَّ خطفِ
- لُهوة ٌ أو فإسوة ٌ يابن يحيى
- أتأسَّى بها فتُبرد لهفي
- رِش جناحي أوْ سمِّ لي مُستريشا
- لك أضحى وريشُه غيرُ وحفِ
- وعليَّ فارطَ العتاب فإنِّي
- واطىء ٌ من مَعاتبي كلَّ رضْف
- قائلٌ فيك للعدوِّ مقالاً
- فيه كبْتٌ له وإرغامُ أنف
- أيهذا المُسائلي بعليٍّ
- أنا طَبٌّ به فسائل وأحْفِ
- لعليٍّ في ذِروة المجد بيتٌ
- لم يسقَّف سوى المساءِ بسقف
- شاد بنيانه إلى النجم جودٌ
- يهدمُ المالَ باعتداء وعسفِ
- يا لقومٍ لجوده كيف يَبني
- وهو سيلٌ وكلُّ سيل معفِّي
- لو تكون الجبالُ مالاً أو البح
- رُ لغاداهما بنسفٍ ونزف
- هل تراه ومالهُ غيرُ نهبٍ
- أم تراه وجاهُه غيرُ وقف
- ما يرى نُهزة ً من العُرفِ إلا
- ثَقفتها يدُ امرىء ٍ منه ثَقْف
- قُذِفتْ خِيفة ُ الملامة منه
- في فؤادٍ مشيَّع كلَّ قذف
- فهو ما شئتَ من جبانٍ شجاعٍ
- آمنٍ راجِف الحَشا كل رجْفِ
- حاسرٍ للسِّلاح مجتابِ درعٍ
- دون أدنى قوارِص القول زَعْفِ
- يتَّقي نفحة َ اللسانِ ويغشى
- كلَّ طعن وكلَّ ضرب طِلَخفِ
- يَقْبلُ البخس في الثناء عليٌّ
- ويكيل الجزاءَ كيلَ مُوفِّي
- ما أفترينا في مدحه بل وصفنا
- بعض أخلاقه وذلك يكفي
- لو مدحناه بالذي ليس فيه
- وقعَ المدحُ منه موقعَ قَرْفِ
- ولكُنَّا كناحِلي المسكِ عَرفا
- من سواه مكانَ أطيبِ عَرِفِ
- ما لنا في مديحه غيرُ نظمٍ
- للمساعي التي سعاها ووَصْفِ
- هذه غيبتي برغم عدوٍّ
- يَغضفُ الأذْنَ دونها كلَّ غضفِ
- وبرغم اللُّهَى التي راغمتني
- فهي عني مصروفة ٌ كلَّ صرفِ
- من يكن كهفُه سواك فحسبي
- بك في النائبات من كلِّ كهفِ
المزيد...
العصور الأدبيه