الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> ما كنتَ في بخس الجزاء بمشبهٍ >>
قصائدابن الرومي
ما كنتَ في بخس الجزاء بمشبهٍ
ابن الرومي
- ما كنتَ في بخس الجزاء بمشبهٍ
- إلا كنيَّك يا أبا أيوبِ
- وأَراك أيضاً مثلَهُ في جودهِ
- للراكبين بظهره المركوبِ
- أصبحتَ كالجمل الذي لا يُرتجى
- لجزاءِ عارفة ٍ ولا تثويبِ
- ما أنت في الأحياء بالحيّ الذي
- يُطرى ولا بالميت المندوبِ
- أبديتَ صفحة قسوة ٍ وخشونة ٍ
- من دون تافِه نَيْلك المطلوبِ
- فكأنك الينبوتُ في إبدائهِ
- شوكاً يذودُ به عن الخروبِ
- لو كان نائلكُ المُحجَّب نائلاً
- لَعَذرتُ مَنْعة َ بابك المحجوبِ
- يا ضَيفَهُ أبشرْ فإنك غانُم
- أجر الصيام وليس بالمكتوبِ
- ولو استطاع لحَبْطِ أجرك حيلة ً
- لاحتال في ذلك احتيالَ أريبِ
- وأراهُ سَخَّاهُ بصومك علمُهُ
- أنْ ليس صومُ الكُره بالمحسوبِ
- أو ظَنُّهُ أنْ لا صيامَ لضيفِه
- مع رَتْعه في عرضه المسبوبِ
- أيظنُّ غِيبتَهُ تُفطِّر صائماً
- قُبحاً له ولظنِّه المكذوبِ
- لا تحسبَنَّ على امرىء ٍ في شتمِه
- حُوباً فما في شتمه من حُوبِ
- رَهِلُ المحاجر والجفون ترى له
- وجهاً يؤكِّد قُبحَهُ بقُطوبِ
- أبداً تراه راكعاً في ثَردة ٍ
- مأدومة ٍ بإهالة ِ المصلوبِ
- مُتتابعَ الأسقام من تُخمَاتِهِ
- لا يَشِف ذاك الداء طبُّ طبيبِ
- ومُصحِّحُ الأضياف يَسلَمُ ضيفُهُ
- من كل داءٍ غيرَ داء الذيبِ
- يتنفس الصُّعداء من كِظَّاتهِ
- لا فارقَتْه زفرة ُ المكروبِ
- يا حسرتا لقصيدة ٍ أغلقتُها
- بمديحهِ وفتحتُها بنسيبِ
- لأُبدِّلن مديحه قَذْعاً له
- ولأجعلنَّ بأمه تشبيبي
المزيد...
العصور الأدبيه