الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> لك الطائر الميمونُ والطَّالع الَّسعدُ >>
قصائدابن الرومي
لك الطائر الميمونُ والطَّالع الَّسعدُ
ابن الرومي
- لك الطائر الميمونُ والطَّالع الَّسعدُ
- وطولُ بقاء ليس من بعده بَعدُ
- تأمَّلْ وأنتَ المرءُ ينظر نظرة
- فلا غَورَ إلا وهو في عينه نجدُ
- ذكاءً وإشرافاً على كل غامضٍ
- يقصّرُ قِدماً دون عفوهما الجُهد
- ألم تر أن الجدَّ مذ كان سيِّد
- وأن الوَنَى في كل عارفة عبْدُ
- وتكميلُ معروف الكريم بحشده
- وأسديتَ معروفاً وقد بقي الحشْدُ
- ولستُ براضٍ منك ما لستَ راضياً
- ولستَ براضٍ غير ما يرتضي المجد
- إذا ما قصدتَ الأمرَ أول قصْدِه
- ولم تَتْلُها أخرى فما حَصْحَصَ القصد
- ولا عمدَ لم يحفزهُ عمدٌ مؤكَّدٌ
- من المرءِ إلا أشبهَ الخطأَ العمدُ
- وعنديَ أمثالٌ لذاك كثيرة
- سَيَحْدُو بها في البر والبحر من يحدُو
- إذا ما عقدتَ العَقد ثم تركته
- ولم يَثْنِهِ عِقْدٌ وهى ذلك العَقْد
- وما النّهْلُ دون العَلِّ شافي غُلَّة ٍ
- وإن ساعدَ الماءَ العُذُوبة ُ والبردُ
- ولا البرقُ دون الرعدِ ضامن مَطْرة
- ولكن إذا ما البرقُ عاضده الرعدُ
- وما العينُ عيناً حين تفقد أختَها
- ولا الأذنُ أذُناً ما طوى أختَها الفقْدُ
- وما اليدُ لولا أختُها بقويَّة ٍ
- ولا الرجل لولا الرجل تمشي ولا تعدو
- ولا كلُّ محتاج إلى ما يشدُّه
- يُسَفْسِفُ إلا والوهاءُ له وكدُ
- فعزِّز كتاباً منك وتراً بَشْفعه
- فما عزَّ إلا الله مُستنجَدٌ فردُ
- ترفَّعْ عن التعذير غير مُذمّم
- إلى شرف الإعذار يخلصُ لك الحمدُ
- وزدنا من الفعل الجميل فلم تزلْ
- تَكرَّمُ حتى يعشق الكَرمَ الوغدُ
- وبعدُ فإني يا قَريعيْ زماننا
- مُبِثُّكُما وجدي فما مثله وجدُ
- ألا فاسمعا لي إن شكوتُ فطال ما
- شدوتُ بمدحي فيكما فوق من يشدو
- عَميدَيَّ ما بالي حُرمت جَداكما
- ورأيُكما رأيٌ وعهدكما عهْدُ
- أعندي مُنقضُّ الصواعق منكما
- وعند ذوي الكفر الحيا والثرى الجعدُ
- وتحتيَ نعلي تخبطُ الأرضَ جُهدَها
- وتحت سِوايَ السَّرجُ والسابح النهدُ
- ولا غَروَ أن تحظى عَليَّ عصابة
- لوت حمدها والحمدُ عندي والحقد
- كذا والوهد تحظى بالسُّيول على الرُّبا
- ويُعشبن بَدءاً قبل أن يُعشِبَ الوهدُ
- متى أنصرفْ بالوجه والقلبِ عنكما
- وأغدُ على حرٍ فحُقَّ ليَ الحردُ
- شهدتُ لقد أشقيتماني وإنما
- تقدم لي بالحظِّ لا الشّقوة ِ الوعدُ
- أُرجِّي فما أرجو ضمانٌ لديكما
- وأخشى فما أخشاه عندكما نقدُ
- وماهو إلا واقع العتبِ منكما
- وهل مثلهُ حبسٌ وهل مثلهُ جلدُ
- وما لي من ذنب وإن براءتي
- وعذريَ مما لا يغيبهُ الجَحدُ
- أتنُبو بي الدنيا على حين لينها
- وقد سكن الزلزال وامتهدَ المهدُ
- وقد ضم عَنَزَ الأهل والذئبَ مرتعٌ
- وأصبح ظبيالرَّملِ صالحهُ الفهدُ
- أمالي إلى أن تجمعا لي رضاكما
- سبيلٌ ولا يجري بذلك لي سعدُ
- أمالي إلى أن تغدوا صدرَ مجلس
- مساغٌ فلا يغدوا ابن حظ كما أغدوُ
- هنالكَ تجري لي سعوديَ كلها
- فيحيا الشباب اللدنُ والزمن الرغدُ
- تعاديتما والحسنُ والطيب فيكما
- كما يتعادى النرجس الغضُّ والوردُ
- وما الحسنُ والطيب الذي قد حويتما
- سوى فضل أخلاق محامدها سردُ
- وعلمٍ وحلم لا يوازن بعضهُ
- شَرَورى ولا رضْوَى وعروى ولا رقدُ
- عذلتكما عذلي وليس بجارح
- فإن كان عذلاً جارحاً فهو القصدُ
- له النخسة ُ الأولى وينفع غبُّهُ
- وما زالَ مني نحو نفعكما صمدُ
- بذوركما فاستصلحاها لتجنيا
- صلاحًا إذا ما الرَّيعُ حصَّلهُ الحصدُ
- وإياكما والبغيَ خدناً فإنهُ
- ذميم دميم في أحاديث من يندو
- وعلمكُما بالرشدِ ما قد علمتما
- ونحوكما نصُّ المشاورِ والوخدُ
- وبالله ما مقدار دنيا تُنُوفستْ
- بمثلٍ ولا عدلٍ لبعض الذي يبدو
- وما أنا إلا ناصح متحرِّقٌ
- بحبكما حتى يشقَّ له اللحدُ
- وما زُلتُ عن رأيٍ ولا حُلتُ عن هوى
- ولا قلتُ حتى قيل لي حجر صلدُ
- وفدتُ وآمالي ومدحي عليكما
- ولا عذرَ مالم يغش وفدكما وفدُ
المزيد...
العصور الأدبيه