الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> لازلْتَ تفخمُ والثناءُ ضئيلُ >>
قصائدابن الرومي
لازلْتَ تفخمُ والثناءُ ضئيلُ
ابن الرومي
- لازلْتَ تفخمُ والثناءُ ضئيلُ
- ويعزُّ عِرضُك والثراءُ ذليلُ
- حَمَّلتني ما لا أُطيقُ وإنما
- شأنُ الكريم الحملُ لا التحميلُ
- كلفتني ماتستحق وبعضُه
- ثِقْلٌ على المتكلفين ثقيلُ
- إن كنتَ تطلبُ في المديح مُشاكلاً
- لك في الرجال فما إليه سبيلُ
- أتُرى عديلك في المديح مواتياً
- هيهاتِ مالكَ في الأمورِ عديلُ
- اعجزتْ وعيشِك عن حقوقك طاقتي
- أأطيقُها وحدي وأنت قبيلُ
- بل موسمٌ بل أمة ٌ بل عالمُ
- بل عالمونَ وكل ذا فقليلُ
- وكذاك معروفُ الكرام كفاية ٌ
- أبداً وأكثر مَدْحِهم تعليلُ
- يأتي القليلُ من الضئيلِ بحقّهِ
- كيما يكونَ من الجزيل جزيلُ
- ويدُ البخيل لما استفاد قرارة ٌ
- ويدُ الجواد لما استفاد مَسِيلُ
- هل أنتَ مستمعٌ فأنطق بالتي
- يُشفى بها من ذي الغليل غليلُ
- فلكم نطقتُ من الصوابِ بخطبة ٍ
- فيها البيان إذا أحال محِيلُ
- إن العيوبَ مع التتبّع جمة ٌ
- وكثيرُهنّ إذا اغتفرت قليل
- فاجعلُ تَصَفُّحكَ المديحَ تفرساً
- في غيبِ ما تُسدِي غداً وتُنيلُ
- فلذاكَ أجدرُ أن يعانيهِ الفتى
- ولذاك أخْلق أن يقال نبيلُ
- دع مادحيك يُقصرونَ ولاتكنْ
- ممّنْ يقال مُقصرٌ وبخيلُ
- إني أعيذك أن يقولوا كاتبٌ
- ألِف الحسابَ فشأنه التحصيل
- وأجلٌّ منها أن يقولوا ماجدٌ
- ألِف السماحَ فشأنه التسهيل
- والبسْ جمالك عند كلّ قبيحة ٍ
- إن التجمّلَ بالرجالِ جميلُ
- ماذا يضرُّ فتًى جليلاً قدرهُ
- من أن يدقّ المدحُ وهْو جليلُ
- وأحقُّ زوجٍ أن يُنتّجَ شكْله
- حسناء تُذكرُ عاثرٌ ومُقيلُ
- وإذا نظرتَ فإن أخلقَ منهما
- لنِتاجِ مجدٍ جاحدٌ ومُنيل
- أفيُغفرُ الكفرانُ وهْو كبيرة ٌ
- ويؤاخذ التشبيهُ والتمثيلُ
- فعلامَ أُعذلُ في امتثال مقالة ٍ
- قد قالها جيلٌ سواي وجيلُ
- ضرب الركامُ لكل تهمة ِ مُتهمٍ
- مثلاً وشاعَ بذاك قبلي قيلُ
- أفضِل وأغِضْ جفونَ عينكِ رأفة ً
- بذوي العيوبِ يجبُ لك التفضيلُ
- ولقد تُصيبُ بديلَ كل مُبرّزٍ
- من مادحيك وليسَ منك بديلُ
- كم قال جودُك للمنهنِه بدأة ً
- هيهاتِ ليس لسُنّتي تبديلُ
- وكذا يقولُ لمن ينهنه عوْده
- هيهاتِ ليس لنعمتي تحويلُ
- ولراحتيك بدأة ٌ وعُوادة ٌ
- وليومِ عُرفك بكرة ٌ وأصيلُ
- يامَنْ يطالبُ نفسَه بحقوقنا
- مثلُ الغريم فرِفده تعجيلُ
- وينامُ عنا حينَ نلوي شُكرَهْ
- فِعْلَ الكريمِ فكشرهُ تأجيلُ
- يامنْ إذا حرَّكتَهُ لكريمة ٍ
- ألفيتَه والجُولُ منه مَهِيلُ
- حتّى إذا نبهتَهُ لعظيمة ٍ
- ألفيته والرأيُ منه أصيلُ
- آمالُ نفسي فيك غيرُ مَطامعٍ
- لكنهنّ مزارعٌ ونخيلُ
- أجملتُ من وصفي خلالك جُملة ً
- وعلى التجاربِ بعدها التفصيلُ
- فليختبرْك السائلون فإنّهم
- إن جرَّبُوك أتاهمُ التأويلُ
- ليفسِرنَّ لهم فعالكَ أنه
- أبداً بصدقِ المادحيك كفيلُ
- لازلتُ مرغوباً إليك مُيمّماً
- مثلَ الصباحِ عليك منك دليلُ
- وإذا تأمّلك المعاشِرُ أمَّلوا
- ولمن تأمل ماجداً تأميلُ
- ما وجَّه التأميلُ نحوك آملٌ
- إلا التقى التأميلُ والتمويلُ
- شهدتْ بخيرٍ غُرة ٌ وضَّاحة ٌ
- من حقّها التعظيمُ والتبجيلُ
- ووفت بموعِدها يدٌ نفَّاحة ٌ
- من حقّها الإفضالُ والتقبيلُ
- ترجو سواك لدى َ التفكّهِ بالمنى
- لكن عليك يُحَصْحص التعويلُ
- لازال تعويلٌ عليك مصدّقاً
- وعلى عداك وحاسديك عويلُ
المزيد...
العصور الأدبيه