الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> رواغي رواغُ الخائف القلبِ لا السالي >>
قصائدابن الرومي
رواغي رواغُ الخائف القلبِ لا السالي
ابن الرومي
- رواغي رواغُ الخائف القلبِ لا السالي
- وهجريَ هجر النافر الجأش لا القالي
- ولو شئتَ شبهتَ الذي أستحقه
- بحالك هاتيك الجليلة لا حالي
- فرفعت من قدري وخفضتَ عيشتي
- وأمَّنْتَ روْعاتي وحققتَ آمالي
- ولو كان هذا أو أقل قليله
- لكان لزومُ الباب ما عشتُ من بالي
- أرِدني لذاك الطولِ لا لي فإنه
- عظيمٌ وزِنْ حمدي وإنْ خَفَّ مثقالي
- وإن لم تردني فانصرافي إذا غدا
- يوافق ما تهوى يسكن بلبالي
- وما بي سخائي عنك لكن تتبعي
- رضاك وهل يسخو بمثلك أمثالي
- وهل أنا إلا كالطريدِ طردتهُ
- إذا طردتني عن فنائك أوْجالي
- محاسنك أحفظها وإن كنت قد محت
- مقابح أعمالي محاسن أعمالي
- فأحسِنْ ولا تخلل فأنت أهلُهُ
- وهبْ لي صفحاً عن سقاطي وإحلالي
- وإني لأعطِي الظنّ فيك حقوقَهُ
- إذا جُلْتُ في أحوال فكري أجْوالي
- إخالك لو عاينتني في حفيرتي
- بكيت عظامي الباليات وأوصالي
- وسرك أن أحيا كما كنت مرة
- ببذل الفداء الجزل والثمن الغالي
- فلا تجفُني حياً ولا تبكِ رمتي
- كمنصرف عني يسائلُ أطلالي
- ولا تتمنَّ العيشَ لي وهو فائتٌ
- ونَبْتزَّنِيه عامداً وهو سِربالي
- تحدثت الأملاء أنك حابسي
- على غير إجرامٍ وأنك مغتالي
- وما قيل أملاء الرجالِ وقالهم
- بأسهلَ من قيلي عليك ومن قالي
- فأبق على أحدوثة الصنع إنها
- صنيعُك تشكو لا صنيعي وأقوالي
- ولا تهجُ أفعالً حِساناً فعلتها
- لأني امرؤ أخطأت في بعض أفعالي
- فإن هجاء المرءِ بالفعلِ نفسَهْ
- هو الشيء يبقى والمقولُ هو البالي
- وما قلت لولا ما تظني سوى الذي
- أراه جديراً أن يحسّنَ أحوالي
- فلا تكره السوءَى من القولِ مغرياً
- بها الناس صلاها لديك مع الصالي
- كمبغض أمرٍ غامسٍ فيه نفسه
- وقد كان عنه في ذرى المنظر العالي
المزيد...
العصور الأدبيه