الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> تركْنا لكُمْ دنياكُمُ وتخاضَعَتْ >>
قصائدابن الرومي
تركْنا لكُمْ دنياكُمُ وتخاضَعَتْ
ابن الرومي
- تركْنا لكُمْ دنياكُمُ وتخاضَعَتْ
- بِنَا هِمَمٌ قد كُنَّ فوق الفراقِدِ
- لئن نِلْتُمُ منها حُظوظاً لقد غَدتْ
- نفوسُكُمُ مذمومة ً في المشاهدِ
- كسوْتُم جُنوباً منكُم لِبْسَة َ القِلى
- وعرَّيْتُمُوها من لباس المحامد
- فإن فخرت بالجود ألسُنُ معشرٍ
- عَضِضتُم على صُغْرٍ بُصمِّ الجلامد
- تَسمَّيْتُمُ فينا مُلوكاً وأنْتُمُ
- عبيدٌ لما تحوي بطونُ المزاودِ
- ومكَّنْتُمُ أذقانَكُمْ من نُحوركُمْ
- كأنَّكُمُ أولادُ يَحيَى بن خالدِ
- فلو أن أعناقاً تُمَدُّ لخيركُمْ
- لقلَّدْتموها خاملاتِ القلائدِ
- متى آل وهب يَرْتَجي الرِّيَّ حائمٌ
- إذا كنتُم مُلاَّكَ سُبْل المواردِ
- لقد ذُدْتُمونا من مشارِبَ جَمَّة ٍ
- وغَرَّفْتُمُ في غمرها كلَّ جاحدِ
- وأحيَيْتُمُ دينَ الصَّليبِ وقمْتُمُ
- بتشيِيدِ أعْمارٍ وهدْمِ مساجدِ
- وإبطال ما كان الخليفة جعْفَرٌ
- تخيَّرَهُ زِيّا لكلِّ مُعاندِ
- ومَلَّكْتُمُ لَيْثاً كُنوزاً مصونة ً
- ببذْلٍ لأعراضٍ ومنْع مواعدِ
- فكل الذي أظهرتُمُ من فَعَالكُمْ
- دليلٌ على تصديق خُبْث الموالد
- لكم نعمة ٌ أضحتْ لضِيق صُدوركُمْ
- مُبَرَّأَة ً من كل مُثْن وحامدِ
- كَسَبْتُمْ يساراً وأكتَسبتم ببخلِكُمْ
- شَناراً عليكم باقياً غير بائدِ
- فإن هي زالت عنكُمُ فزاولُها
- يُجدِّدُ إنعاماً على كل ماجدِ
- ولو أن وهباً كان أعْدى أكفَّكُم
- على البخل من جُود استه بالأوابدِ
- لظلَّتْ على العافين أسْمَحَ بالندى
- من الهاطلات البارقات الرواعدِ
- وعَلَّ سَمِيَّ المبْتَلى في جبينه
- سيأخذ بالثارات من كل فاسدِ
المزيد...
العصور الأدبيه