الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> بدا الشيبُ في رأسي فَجَلَّى عَمَايتي >>
قصائدابن الرومي
بدا الشيبُ في رأسي فَجَلَّى عَمَايتي
ابن الرومي
- بدا الشيبُ في رأسي فَجَلَّى عَمَايتي
- كما كشفتْ ريح غماماً تَطَخْطَخَا
- ولا بدّ للصبح الجلِيّ إذا بدت
- تباشيْره أن يسلخ الليل مسلخا
- وأضحت قناة ُ الظَّهْر قُوِّسَ متْنُها
- وقد كان معدولاً وإن عشتُ فخخا
- وأحدث نقصانُ القُوَى بين ناظري
- وسمعي وبين الشخصِ والصوت بَرْزخا
- وكنت إذا فَوَّقْتُ للشخص لَمحَتي
- طوتْ دونه سَهْباً من الأرض سَرْبَخَا
- وكنتُ يناديني المنادي بعَفْوِهِ
- فَيَغْتَالُ سمعي دون مَدْعَاهُ فرسخا
- فحالَتْ صروفُ الدهر تنسخ جِدَّتي
- وما أُمْليتْ من قبلُ إلا لتُنْسَخا
- واصبحتُ عَمَّاً للفتاة مُوَقَّراً
- وقد كنت أيام الشبابِ لها أَخَا
- وما عَجَبٌ أن كان ذاك فإنه
- إذا المرء أشْوَتْهُ الحوادثُ شَيَّخَا
- بَلَى عجبٌ أني جَزعت ولم أكن
- جَزوعاً إذا ما عضَّهُ الدهرُ أَخَّخَا
- عَزَاءَكَ فاذكرهُ ولا تنس مِدْحَة ً
- لأَبْلَجَ يحكي سُنَّة البدر أبلْخَا
- له سِيمِياءُ بين عَيْنَيْ مُبَارَكٍ
- إذا ما اجتلاها رَوْعُ ذي الروع أفْرَخَا
- صَريخٌ لو اسْتَصْرَخْتَه يا بن طاهرٍ
- على الدهر إذ أخنى عليك لأَصْرخا
- من المُصْعَبيين الذين تفرَّعوا
- شَمَاريخَ أطْوادٍ من المجد شُمَّخا
- أُناسٌ متى ساءلت نَافَس حظَّهمْ
- بأيَّامهم في الجود والبأس بَخْبَخَا
- إذا ما المساعي أُجْريَتْ حلباتُها
- بَدَوْا غُرراً في أوجُه السَّبْق شُدَّخا
- بِهم جُعِل المجدُ التَّليد مُصَدَّراً
- وليس بإنْسيٍّ سواهم مُؤَرَّخا
- تَعَدَّى وأسرف في مديح ابن طاهر
- فلستَ على الإسراف فيه مُوَبَّخَا
- أبو أحمد ليثُ البلاد وغيثها
- إذا حطْمَة ٌ لم تُبق في العظم منقما
- فتى لم يزل في رأس علياءَ دونها
- بمَرْقَبة باضَ الأُنُوقُ وفَرَّخا
- إذا راح في رَيَّا نَثَاهُ حسبتَه
- هنالِك بالمسك الذَّكيِّ مُضَمَّخا
- يُنِيخُ المَطيَّ الراغبون ببابه
- ولو لم يُنيخُوه إذن لَتَنَوّخا
- تَظلُّ متَى صافحَت أسْرارَ كَفِّه
- تَمَسُّ عيوناً من نَداهُنَّ نُضَّخَا
- إذا وَعَدَ اهْتزت له الأرض نَضْرَة ً
- وأنبت منها كلُّ ما كان أسْبَخا
- وإن أوْعَدَ ارتَجَّت فإن تمَّ سُخطهُ
- تهاوت جبال الأرض في الأرض سُوَّخا
- ولستَ تُلاقي عالماً ذا براعة ٍ
- بأبرَعَ منه في العوم وأرسخا
- ولم تر ناراً أوقدت مثل ناره
- لدى الحرب أشوى للأعادي وأطْبخا
- كفى زمناً أدّى الأميرَ وأَهْلَه
- به وبهمْ إن حاول البَذْخَ مَبْذَخَا
- هو الطِّرْفُ أجرتْه الملوك ومسَّحت
- قديماً له وجهاً أغرَّ مُشَمْرَخَا
- إذا هو قاد المُصعبيين فاغتدَوا
- جَحَاجحَة ً تَهْدي غَطاريف شُرَّخا
- فأيَّة َ دارٍ للعدا شاء جَاسَها
- وأية َ أرضٍ للعدا شاء دَوّخا
- به أيَّدَ اللَّه الخلافة بعدما
- وَهيَ كُلَّ وَهْي رُكْنُها فتفسَّخا
- هو الطَّاهر ابن الطَّاهرين الألى مَضَوْا
- ولم يَلْبَسوا عرضاً مُذّالاً مُطَيخا
- ومُسْتَمْنِحِي مدحاً كمدحيه بعدما
- تمكَّن إخلاصي له فَتَمَخَّخَا
- فقلتُ له عني إليك فلن أرى
- هواك لمثلي في رمادك مَنْفَخَا
المزيد...
العصور الأدبيه