الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> أمسى دمشقيُّ الأمير ودهرُه >>
قصائدابن الرومي
أمسى دمشقيُّ الأمير ودهرُه
ابن الرومي
- أمسى دمشقيُّ الأمير ودهرُه
- ملقٍ عليه بركَهُ وجِرانَهُ
- والى عليه مصيبتين أفاضتا
- عبراتِه واستذكَتا أحزانه
- بأخٍ شقيقٍ بعد أُم بَرة ٍ
- بالأمس قطَّع منهما أقرانه
- وأجلُّ رُزءيه أخوه فإنه
- قد كان مُنصَلَهُ وكان سنانَهُ
- فليُحيِه الملك الهُمام فلم يَفت
- مَحياهُ قدرتَهُ ولا سلطانه
- وحياتُه لي أن أقوم مقَامَه
- وأسُدُّ من دار الأمير مكانَهُ
- كيلا أرى أحداً يُقاتُ برزقه
- غيري ويُوطَنُ بَعْده أوطانه
- ومتى خلفتُ أخي هناك فإنما
- أنا روحُه إن لم أكن جثمانه
- فهل الأمير بذاك مُسعِفُ عبدِهِ
- متطولا ومُكمِّلا إحسانه
- أم لا فعبدُك باسطٌ لك عذرَه
- إمَّا أبيتَ ولائمٌ حرمانَهُ
- أنَّى يلومُك طائعا من لا يرى
- ما دمتَ حيا أن يلومَ زمانَهُ
- وأظن أنك لا محالَة مُسعِفي
- ظنا سيتْبَعُ شكُّه استيقانه
- لِترُبَّ ما قد كنت توليه أخي
- عندي وتعمرَ جانبي عمرانَهُ
- لستَ الذي يُولي الوليَّ صنيعة ً
- حتى إذا حَينُ الوليَّ أحانَهُ
- كنتَ الذي يرثُ الصنيعة َ بعدَهُ
- لكنْ يورّثُها ولو جيرانه
- كيما تتُم لك الصنيعة ُ عنده
- حَيا ومَيْتاً لابساً أكفانه
- ولكي تبايَن كلَّ مُنعم نعمة ٍ
- سلب الزمانُ وليَّهُ فأعانَهُ
- وكم امريء سلبتْ يداهُ وليَّهُ
- مع دهره الخوَّانِ لمَّا خانه
- وأخي كبعض الغَرس كنتَ تَرُبّه
- حتى تخوَّن يُبسه عيدانَه
- وأحقُّ مصروفٍ إليه شِرْبَهُ
- مَنْ واشَجَتْ أغصانُهُ أغصانَهُ
- فإِليَّ فاثنِ عِنانَ سَيْبك بعدَهُ
- فأحَقُّ من تَثْني إليه عِنانَهُ
المزيد...
العصور الأدبيه