الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألا يازينة َ الدنيا جميعاً >>
قصائدابن الرومي
ألا يازينة َ الدنيا جميعاً
ابن الرومي
- ألا يازينة َ الدنيا جميعاً
- وواسطة القلادة ِ في النظامِ
- نطقْتَ بحكمة ٍ جلَّى سناها
- عن المعنى اللطيفِ دُجى الظلام
- تلذُّ كأنها روْحٌ وراحٌ
- وتمشي في العروقِ وفي العظام
- ولولا أنت قلَّ الواجِدوها
- على سعة المذاهبِ في الكلامِ
- ولم تُدلل بها فيقول زارٍ
- أتاركة ً تدلُّلها قطامِ
- فلو أنَّ الكلامَ غدا جزوراً
- إذاً لذهبْتَ منه بالسنام
- يقول أميرُنا إذْ ذاقَ منه
- كريقِ النحلِ أو دمْعِ الغمام
- أهزَّة ُ منطق كالسِّحْرِ لُطْفاً
- عرتني أم سماعٍ أم مُدام
- إذا قالت حذام فصدِّقوها
- فإنَّ القولَ ما قالَتْ حذام
- ولو عِيبتْ هنالكمُ لديهِ
- لقال نكيرهُ صمِّي صمام
- ومن قبل العبارة ما لقيتُم
- بمعنًى فيه مصلحة ُ الأنامِ
- فعافيْتُم إماماً من أثامْ
- وأعفيتم قياماً من غرام
- فكيف نُرى وكيف تَروْنَ مَعْنًى
- حوى دفعَ الغرامِ مع الأنام
- لقد أنعمتُم نُعْمى ونُعْمى
- على المأْمومِ منّا والإمام
- وجِئْتُم في الحياطة ِ والتَّوقِّي
- بتلك المُنجِياتِ من الملام
- بلِ المستوعبان الشُّكرَ مِنا
- ومن أعلامِ مِلَّتِنا الكرام
- وأصبحتم بذاك وقد سلِمْتُم
- على ربِّ السلامة ِ والسلام
- رأيتُ الشعرَ حين يقالُ فيكم
- يعودُ أرقَّ من سَجْع الحمام
- ويلبسُ حين نخلعُه عليكم
- وساماُ من وجوهِكُمُ الوِسام
- ويجسُمُ قَدْرُهُ ويزيدُ نُبلاً
- بأقدارٍ لكم فيه جِسامِ
- فتمَّتْ نعمة ٌ المولى عليكم
- ولاقرن الفناءُ إلى التمام
- وزاد ودام صنعُ اللَّه فيكم
- وطاب مع الزيادة ِ والدوام
- وعَيْش أبيكَ ذي النعم الجواري
- على الدنيا وذي المِنن العِظام
- لما لؤم المُبَشِّر يومَ نادى
- أقرَّ اللَّهُ عيْنَك بالغُلام
المزيد...
العصور الأدبيه