الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> أرى الصبر محموداً وعنه مذاهبُ >>
قصائدابن الرومي
أرى الصبر محموداً وعنه مذاهبُ
ابن الرومي
- أرى الصبر محموداً وعنه مذاهبُ
- فكيف إذا ما لم يكن عنهُ مذهبُ
- هناك يَحِقُ الصبرُ والصبرُ واجب
- وما كان منه كالضرورة أوجبُ
- فشدَّ امرؤٌ بالصبر كفاً فإنهُ
- له عِصمة ٌ أسبابُها لا تُقضَّبُ
- هو المَهْربُ المُنجِي لمن أحدَقتْ بهِ
- مكارِهُ دهرٍ ليس منهن مَهْربُ
- أَعُدُّ خِلالاً فيه ليس لعاقل
- من الناس إِن أُنصفنَ عنهن مرغبُ
- لَبُوسُ جَمَالٍ جُنَّة ٌ من شماتة ٍ
- شِفاءُ أسى ً يُثنَى به ويثُوَّبُ
- فيا عجباً للشيء هذي خلالُهُ
- وتاركُ ما فيه من الحظّ أعجبُ
- وقد يَتظنَّى الناسُ أنّ أَساهُمُ
- وصبرَهُمُ فيهم طِباعٌ مركَّبُ
- وأنهما ليسا كشيءٍ مُصَرَّفٍ
- يُصرِّفُهُ ذو نكبة ٍ حين يُنكب
- فإن شاء أن يأسَى أطاع له الأسى
- وإن شاء صبراً جاءهُ الصبرُ يُجلَبُ
- ولكن ضروريان كالشيء يُبتلى
- به المرءُ مَغْلوباً وكالشيء يذهبُ
- وليسا كما ظنوهما بل كلاهما
- لكل لبيبٍ مستطاعٌ مُسبَّبُ
- يُصرِّفه المختارُ منا فتارة ً
- يُرادُ فيأتي أو يُذادُ فيذْهبُ
- إذا احتج محتجٌّ على النفس لم تكد
- على قَدَرٍ يُمنَى لها تتعتبُ
- وساعَدَهَا الصبرُ الجميلُ فأقبلتْ
- إليها له طوعاً جَنائبُ نُجنَبُ
- وإنْ هو منَّاها الأباطيلَ لم تزل
- تُقاتل بالعَتْبِ القضاءَ وتُغلَبُ
- فَتُضحي جزوعاً إن أصابتْ مصيبة
- وتُمسي هلوعاً إن تَعذَّرَ مَطلبُ
- فلا يَعذِرَنَّ التاركُ الصبرَ نفسَهُ
- بأن قيلَ إنَّ الصبرَ لا يُتكسَّبُ
المزيد...
العصور الأدبيه