الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أسامة بن منقذ >> ما منهم لك معتاض ولا خلف >>
قصائدأسامة بن منقذ
- ما منهم لك معتاض ولا خلف
- فكَيف يَصبُر عنهمُ قلبُك الكَلفُ
- إن جَارَ صَرفُ اللَّيالِى في فِراقِهمُ
- فليسَ عنهُمْ، على الحَالاتِ، مُنْصَرَفُ
- هم الهوى إن تناءوا عنك أو قربوا
- هم المنى أقبلوا بالود أو صدفوا
- لا تعتذر بالنوى إن الهوى أبداً
- سِيَّانِ فيه التَّدانِي، والنَّوى القُذُفُ
- فالشَّوقُ تُطوى لَه الأرضُ الفَضاءُ، كَما
- تطوى إذا استوعبت مضمونها الصحف
- جَاهرْ بوَجْدِك واعصِ الَّلائمِين، وَبحُ
- بِحُبِّهم، إنّ كْتمَان الهوَى تَلَفُ
- فَكاتِمُ الحُبِّ إن لم يَقْضِ من كَمدٍ
- فإنه لإصابات الردى هدف
- كَسَاتِر النَّارِ في أثْوابِه غَرَراً
- بها، تُحرِّقُه يَوماً وتنكَشِفُ
- هَل يَخْتَفي الحبُّ، أو يُغنى الحُجودُ، إذا
- تحدثت بالهوى أجفانك الذرف
- كم من هوى للمغالي فيه رتبة من
- نَالَ المَعَالِي، وفي إسرَافِه شَرفُ
- ويح المفارق لا صبر يؤازره
- ولا تشتت شمل الحيي يأتلف
- يزيده يأسه منهم بهم شغفاً
- وقلَّما يتَلاقَى اليأسُ والشَّغَفُ
- على شَفَا جُرُفٍ من شَوقِه، وأَرى
- أن سَوف يَنْهَارُ من وجدٍ به الجُرفُ
- يا غافلين عن القلب الذي كلموا
- بَيْنِهِم، وعَنِ الطَّرفِ الذى طَرَفُوا
- تَفديكُم مُهجتى ، لا أرتَضى لكُمُ
- فداء جسمي وهو الناحل الدنف
- حاشاكم من جوى قلبي ولوعته
- عليكُمُ، وحَشاً للوَجْدِ تَرتجِفُ
- لَن ألُومُ! ومَن ذَالي يَرّق إذا
- شكوت بَثِّي، أو أَرْدَانَى ِ اللَّهَفُ
- أنا الذي شط عن أحبابه ثقة ً
- بصبرِه، وهو بالتَّفرِيط مُعترفُ
- فارقتُهمْ، وهُمُ عصرُ الشَّباب، ومَا
- من الشَّباب ولاَ مِن عصرِه خَلَفُ
- وحيثُ كانُوا، وشطَّتْ دَارُهُم، فَلَهم
- منّي هوًى بُسَوِيْدَا القلب مُلتَحِف
المزيد...
العصور الأدبيه