الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> قِرَى دَارِهمْ مِني الدُّمُوعُ السَّوافِكُ >>
قصائدأبو تمام
قِرَى دَارِهمْ مِني الدُّمُوعُ السَّوافِكُ
أبو تمام
- قِرَى دَارِهمْ مِني الدُّمُوعُ السَّوافِكُ
- وإنْ عاد صبحي بعدهمْ وهوَ حالكُ
- وإنْ بَكَرَتْ في ظُعْنِهمْ وحُدُوجهِمْ
- زَيانِبُ مِنْ أَحْبَابِنَا وعَوَاتِكُ
- سَقَتْ رَبْعَهُم لا بَلْ سَقَتْ مُنْتَواهُمُ
- منَ الأرضِ أخلافِ السحابِ الحواشكُ
- وأَلْبَسَهُمْ عَصْبَ الرَّبيع ووَشْيَهُ
- ويُمْنَتَهُ نَبْتُ النَّدَى المُتَلاحِكُ
- إذا غازلَ الروضُ الغزالة َ نشرتْ
- زرابيُّ في أكنافهمْ ودرانكُ
- إذا الغَيْثُ سَدَّى نَسْجَهُ خِلْتَ أَنَّه
- مَضَتْ حِقْبَة ٌ حَرْسٌ لَهُ وهْوَ حائِكُ
- أَلِكْنِي إلى حَي الأَرَاقِم إِنَّه
- مِنَ الطائرِ الأحشَاءِ تُهْدَى المآلِكُ
- كلوا الصبرَ غضاً واشربوهُ فإنكم
- أثرتمُ بعيرِ الظلمِ والظلمُ باركُ
- أَتاكُمْ سَليلُ الغَاب في صَدْرِ سَيْفِه
- سناً لدجى الإظلامِ والظلمُ هاتكُ
- إذا سيلَ سدَّ العذرُ عنْ صلبِ مالهِ
- وإنْ همَّ لمْ تسدرْ عليهِ المسالكُ
- ركوبٌ لأثباجِ المتالفِ عالمٌ
- بأنَّ المعالي دونهنَّ المهالكُ
- أَلَحَّ وماحَكْتُمْ وللقدَرِ الْتَقَى
- غريمانِ في الهيجا ملحٌّ وماحكُ
- هُوَ الحارِثُ النَّاعي بُجَيْرَاً وإنْ يُدَن
- لهُ فهوَ إشفاقاً زهيرٌ ومالكُ
- رَقَاحيُّ حَرْبٍ طالَما انقَلَبتْ له
- قساطلُ يومِ الروعِ وهي سبائكُ
- ومستنبطٌ في كلِّ يومٍ منَ الغنى
- قليباً رشاآها القنا والسنابكُ
- مطلٌّ على الآجالِ حتى كأنهُ
- لصرفِ المنايا في النفوسِ مشاركُ
- فما تتركُ الأيامُ منْ هوَ آخذٌ
- ولا تَأْخُذُ الأيَّامُ مَنْ هُوَ تَارِكُ
- صفوحٌ إذا لمْ يثلمِ الصفحُ حزمهُ
- وذو تدرإٍ بالفاتكِ الخرقِ فاتكُ
- رَبيبُ مُلُوكٍ أَرْضَعَتْهُ ثُدِيَّها
- وسِمْعٌ تَرَبَّتْه الرجَالُ الصَّعالِكُ
- ولوْ لم يكفكفْ خيله عركتكمُ
- بأثقالها عركَ الأديمِ المعاركُ
- ولَوْلاَ تُقَاهُ عادَ قَيْضاً مُفَلَّقاً
- بأدحيهِ بيضٌ الخدورِ الترائكُ
- ولا صْطُفِيَتْ شَوْلٌ فَظلَّتْ شَوَارِداً
- قرومُ عشارٍ ما لهنَّ مباركُ
- إذَاً لَلَبِسْتُمْ عَارَ دَهْر كأَنَّما
- لياليهِ منْ بينِ الليالي عواركُ
- ولاجتُذِبَتْ فُرْشٌ مِنَ الأَمْنِ تَحْتَكُمْ
- هيَ المثلُ في لينٍ بها والأرائكُ
- ولَكنْ أبَى أنْ يُسْتَبَاحَ بِكَفّهِ
- سنامكمُ في قومكمْ وهوَ تامكُ
- وأنْ تصبحوا تحتَ الأظلِّ وأنتمُ
- غَواربُ حَيَّيْ تَغْلِبٍ والحَوَارِكُ
- فَتَنْجَذِمَ الأسْبابُ وهْيَ مُغَارَة ٌ
- وتَنقطِعَ الأَرْحَامُ وَهْي شَوَابِكُ
- فَلاَ تَكْفُرُنَّ الصَّامِتيَّ مُحَمَّداً
- آياديَ شفعاً سيبها متادركُ
- أهبَّ لكمْ ريحَ الصفاءِ جنائباً
- رُخاءً وكانَتْ وهْيَ نُكْبٌ سَوَاهِكُ
- فرد القنا ظمآن عنكمْ وأغمدتْ
- على حرها بيضُ السيوفِ البواتكُ
- وآبَ على سَعدِ السُّعُودِ بِرَحْلِه
- عتاقُ المذاكي والقلاصُ الرواتكُ
- غدا وكأنَّ اليومَ منْ حسنِ وجههِ
- وقَدْ لاحَ بَيْنَ البِيضِ والبَيْض ضاحِكُ
- حَيَاتُكَ للدُّنيا حَياة ٌ ظَليلَة ٌ
- وفَقْدُكَ للدُّنَيا فَنَاءٌ مُوَاشِكُ
- متى يأتكَ المقدارُ ولا تدعَ هالكاً
- ولكنْ زمانٌ غَالَ مِثْلكَ هالِكُ
المزيد...
العصور الأدبيه