الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو تمام >> تحمَّلَ عنه الصبرُ يومَ تحمَّلوا >>
قصائدأبو تمام
تحمَّلَ عنه الصبرُ يومَ تحمَّلوا
أبو تمام
- تحمَّلَ عنه الصبرُ يومَ تحمَّلوا
- وعادَتْ صباهُ في الصبّا وهي شمألُ
- بيَوْمٍ كَطُولِ الدَّهْرِ في عَرْضِ مِثلِهِ
- ووجديَ منْ هذا وهذاكَ أطولُ
- تولوا فولَّتْ لوعتي تحشد الأسى
- عليَّ وجَاءَتْ عَبْرَتي وَهْيَ تَهْمُلُ
- بذلتُ لهم مكنونَ دمعي، فإنْ ونى
- فَشَوْقِي على أَلاَّ يَجفَّ مُوَكَّلُ
- ألا بَكَرَتْ مَعْذُورَة ً حينَ تَعْذُلُ
- تعرفُنِي مِ الْعِيش ما لَسْتُ أَجْهَلُ
- أَأتبَعُ ضَنْكَ الأَمْرِ،والأَمْرُ مُدْبِرٌ
- وأَدْفَعُ في صَدْرِ الغِنَى وَهْوَ مُقْبِلُ
- محمدُ يا بن المستهلِّ تهللتْ
- عليكَ سَماءٌ مِنْ ثَنَائِيَ تَهْطُلُ
- وكَمْ مَشْهَدٍ أَشهدْتَهُ الْجُودَ، فانْقَضَى
- ومَجْدُكَ يُسْتَحيَا ومَالُكَ يَقْتَلُ
- بلوناكَ أمَّا كعبُ عرضك في العلى
- فعالٍ ولكنْ خذُّ مالكَ أسفَلُ
- تحمَّلْتَ ما لوْ حمِّلَ الدهرُ شطرهُ
- لفكَّرَ دهراً أيُّ عبأيهِ أثقلُ
- أَّبُوكَ شَقِيقٌ لم يَزَلْ وَهْوَ لِلنَّدَى
- شَقِيقٌ ولِلملهُوفِ حِرْزٌ ومَعقِلُ
- أَفَادَ مِنَ العَلْيا كُنُوزَاً لَوَ انَّهَا
- صوامِتُ مالٍ ما درى أينَ تُجعلُ
- فحسبُ امرئٍ أنت امروٌ آخرٌ له
- وحَسْبُكَ فَخْراً أَنَّهُ لكَ أَوَّلُ
- وهل للقريضِ الغض أو من يحوكُه
- على أَحدٍ إِلاَّعليكَ مُعَوَّلُ!
- ليهنِ امرأ أثنى عليكَ بأنَّه
- قُولُ وإِنْ أَرْبَى فلا يَتَقَوَّلُ
- سهلنَ عليكَ المكرماتُ فوصفها
- علينا إذا ما استَجْمعَتْ فيكَ أسهَلُ
- رَأيتُكَ للسَّفْرِالمُطَرَّدِ غايَة ً
- يؤمونها حتى كأنكَ منهلُ
- سألتكَ ألا تسألَ اللهَ حاجة ً
- سِوَى عَفْوِهِ مادُمْتَ تُرْجَى وتُسْأَلُ
- وإياكَ لا إيايَ أمدحُ مثلما
- عليكَ يقيناً لا عليَّ المعولُ
- ولَسْتَ تَرَى أَنَّ العُلى لكَ عندما
- تَقُولُ ولَكنَّ العُلَى حينَ تَفعَلُ
- ولا شكَّ أنَّ الخيرَ منكَ سجية ٌ
- ولكنَّ خيرَ الخيرِ عندي المُعجَّلُ
المزيد...
العصور الأدبيه