الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> معز عمر بخيت >> أمة من اليراع والورق >>
قصائدمعز عمر بخيت
- على الجدار كان أول النهار صاحيا
- وكان حاضرا
- على خيوطه الندى
- والنخل ما تنفست عيونه الصدى
- ولا التوجس اهتدى
- يا أمة بغيرها الزمان ما ارتدى
- من الهوى قميصه
- ومن شذى النوى بصيصه
- قد نامت الخلية التي جيوبها تفجرت
- مبايضا من الذهول بعد أن
- تكور النخاع في مواقف السفر ..
- تضمخ الحريق بالمطر
- يا جنحة اللهاث خلف أحرف الدموع
- في مجاهل الحذر
- يا أمة تسرب الشموخ من جوارها
- تبلل السراب بالضجر
- بدارها ... وفي انتظارها
- على سواحل الضياع
- قد تساقط النظر ...
- الناس في السهول زوبعة ْ ...
- والعشب والحنين دامعا
- ما كان بعد أن تساوت الجراح
- في اللهيب بيننا مواجعا
- غير أن يعود للزحام ما له
- من الفراق أذرعا
- ومن ضنى النفوس مضجعا
- يا أمة تعلمت ذبول عصبة الأمم ْ ...
- ودورة الجلوس في ركائز الهرم
- يا أمة على بكائها الشجار لوعة وهَم ْ
- يا أمة تهدمت على مرافئ الندم
- من قال أن عزة الجهاد
- عند غزوة الشجون معترك؟ ..
- من قال أن فجوة الحداد
- في حوائط البكاء قد سلك
- مجاهل الدروب
- في كهوفها هلك!
- يا قدس يا صباح عشقنا
- يا قامة صباحها ارتبك
- منذ أن توارى عن (صلاح)
- مربط العمامة التي (حماسها) انتفض ..
- وشيخها الجليل قد رفض
- كل عتمة الضلال
- في استجابة الظلال للضنك
- ندكها الجبال دك
- يا شيخنا يا (أحمد) الذي يبقى لنا
- (ياسين) في صلاتنا عبق
- على طريق مكة العروج والولوج
- حائط البراق قد سمق
- كابول أقسمت بأن ما احتواه خوذة
- من أرض سام ما انعتق
- وأن درب قادسية السحاب ما اعتنق
- النار في ديانة الهجير بوذا ..
- سنفتح النهار بالمعوذة ..
- والتاليات يا يهوذا ..
- نضالنا الطويل في مجاهل الورق
- وفي مساره الذي لم يعرف القلق
- لم يدر أن مولد الصباح
- كبرياؤه عرق
- ومركب الجنوح بصمة الجروح
- اكتئابها سرق
- من صمتنا حديثه
- وتوقنا الجريء والشبق
- يا أمة لا نال من سمائها شفق
- لا أشرقت بدمها الشموس
- لا المدى خفق
- لا الظل لا الدعاء كان بعض همها
- لا مدخل المديح ضمها
- أو أمها الشرار
- لا اليباب لا الصفق
- يا أمة تدفقت على مشارف الغرق
- لا النبع ذاب فيه لونها
- لا كونها ائتلق
- يا أمة كفافها رمق
- يا أمة تعيش كيفما اتفق
- يا أمة هوت على مشارف النفق
- يا أمة يراعها نفق
- يا أمة حسابها العسير قادم
- وموتها البطيء هادم
- وها هو الطريق
- في انشطارها
- يظل مفترق.
المزيد...
العصور الأدبيه