الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> مصطفى جمال الدين >> مهلا ضفاف الرافدين >>
قصائدمصطفى جمال الدين
- حاشاكَ أنْ يَرقى إليكَ رثاءُ
- وثمارُ غَرسِكَ هذه الزعماءُ
- مِن حاملي ثِقلِ العقيدةِ لم يَنوءْ
- مَتنٌ تُحِسُ بضعِفهِ الأعباءُ
- والناهضينَ بمثل ما حُمّلتَهُ
- في الحق.. لا بَرَمّ ولا إعياءُ
- والسالكينَ طريقهَم حيثُ الثرى
- وَقدٌ,وحيث رمادُهُ أحشاءُ
- حتى إذا وَضحَ السبيلُ وأوشكتْ
- تَلدُ الصباحَ الليلة ُ العُشَراءُ
- فإذا الظلامُ , وقد سدَدتَ طريقَهُ
- تَسرى بِرعدة قلبِهِ الخُيَلاءُ
- قد كان يُلهِبُ سَمعَه أنّ الذي
- يَرميهِ بالجمر الفُم الوَضاءُ
- فأفاق يُسعِدهُ القضاءُ بأنّها
- (خُطبٌ) – كعُمْرلِداتِها- (بَتراء)
- حَسبُ الربيعِ وقد تجهَمَ نَوْرُهُ
- وبكتْ عليهِ الواحة ُ الخضراءُ
- أنّ الثرى يَبَساً يَعيشُ بطيفه
- أبداً .. وتَحمِل سِرَّه الرَمضاء
- مهلاً ضِفافَ الرافدين ففي غدٍ
- لا بدَّ أنْ تَتَنَقَّلَ الأفياءُ
- لا بدَّ أنْ يَضحى فَيُصحِرَ شاطئٌ
- كانتْ تطوفُ بظله النَعماءُ
- لا بدَّ تُطوى في السفين قِلاعهٌ
- عَبَرتْ إليه وغرَّها المِيناءُ
- ليرى الذين تَعلّقوا بشِراعها
- أنّ العواصفَ حولَه هوجاءُ
- أنّ العُبابَ, وإنْ تَطامَنَ موجُهُ
- سيثور إذ تَطْغى به الشَحناء
- سيرى القليلونَ الذين تكثّروا
- زَعماً: بأن قليلهم (أكفاء)!!
- كيف استفاق لِيَستردَّ حُقوقهُ
- شعبٌ لديه(الكثرة ُ الجُهلاء)!!
- ماكان تأريخ ُ الشعوبِ ضَمانَة ً
- بِيدِ القليل, لأ نهم (نُجَباءُ)
- ولأنَّ كثْرتَهم – وأنْ طال المدى
- بسعير غَضْبَتِها- قُوىّ عَزلاء
- فسلاحُ أقوى الجبهتين عقيدة
- تضرى بقوّةِ بأسها الضُعَفَاء
- ياشعبُ صَبركَ فالزعيمُ كما تَرى
- يُطوى لتُنشَرَ بعده زُعماء
- ويَطيحُ مِن لجبِ الخميس لِواؤُه
- ليلوحَ في رَهَج العَجَاج لواءُ
- ماكان (صالحُ) وَحْدَهُ في (أمّةٍ)
- لمَعَتْ بناصع أفقِها الصُلحَاء
- وإذا افتقدناه شُموخاً صاعداً
- تَنحط ٌ دون سمائِهِ الأسماء
- فلأنه غالى بوَقدةِ رُوحِهِ
- حتى تساوى الصبحُ والإمساء
- ولأنه اجتاز الحواجزَ مُفرداً
- وتعثرتْ مِن دونِها قُرَنَاء
- ولأنّ (عَمّارَ ) استقل بِنفسِهِ
- و (عصامَ ) لم تُنجبْ به الآباء
- وكَفَاهُ أنّ الشمسَ يَغرُبُ ضَوؤها
- فتَخافُ وَقْدَ شُروقها الظلماء
المزيد...
العصور الأدبيه