الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمود مفلح >> إلى متى ؟ >>
قصائدمحمود مفلح
- إلى متى والليل لا يرحل
- وكلُّ هذا العهرُ لا يخجلُ ؟
- والساق لا تسأل عن ساقها
- والباب لا يورى ولا يقفل
- إلى متى والشيخ لا يرعوي
- عن غيّه ، والطفلُ لا يعقل
- إلى متى والريحُ في أرضنا
- تعوي ، وهذا الجبن يستبسل ؟
- والسهلُ لا يهفو إلى سهله
- والنهرُ لا نهرٌ ولا جدول
- والجهل يقضي بيننا واثقاً
- والعقل لا يقضي ولا يفصل
- ****
- ***
- إلى متى ينزو علينا الأسى
- والكأس من آهاتنا تثمل ؟ !
- وكل أهل الأرض قد مزقوا
- أكفانهم ، بل سافروا واعتلوا
- ونحن في بحر خصوماتنا
- والنار غيرَ الودِّ لا تأكل
- راياتنا ألفٌ بلا عزة
- أصواتنا من بعضها تجفل ! !
- والبلبل الغريد لا ينتشي
- والوردُ في أكمامه يذبل
- وكلنا يا أمتي ظامىءٌ
- ودون هذا المنحنى المنهل ..
- ****
- ***
- يا أمتي يا أمتي إنني
- أبكي وصدري من أسً مِرجل
- أعزّنا الله فماذا جرى
- حتى يهون النسرُ والأجدلُ ! ؟
- وعندنا يا أمتي مشعلٌ
- فكيف يخبو عندنا المشعل
- ونحن قومٌ سادة في الورى
- ونحن من أسيادهم أفضل
- فكيف ينأى المجد في أرضنا
- والنصر عن أسيافنا يذهل
- وكيف نستنبت هذا الأذى
- وكلنا في حقده يوغل
- وكلما مرّت ليال بنا
- رأيتُ فيها الخطبَ يستفحل
- ****
- ***
- أضيق بالحرف وأشجانه
- فالحرف في أفواهنا حنظلُ
- الخيل كلّ الخيل صهالةٌ
- ما بال هذي الخيل لا تصهلُ ؟ !
- والناس شادوا ناطحات السما
- ونحن يغفو عندنا المعول
- ننام والحالُ على حالها
- (اللهو والهَيصة والبرْْطل)
- كم مرة همت بها أمتي
- همّتْ ورغم الهمِّ لا تفعل !
- كم مرة كان لنا محفلٌ
- وانفضّ عن أسراره المحفل
- ****
- ***
- القدس ما زالت على حالها
- واللدّ والرملة والكرملُ
- والشعب ما زال بها صامداً
- رغم العذاب المرّ يستبسل
- يا أمتي يا كعبةً للهدى
- يا أيها السيف الذي يُصقل
- ما زال نبض الحب في خافقي
- هلا يجيء القادم الأول
- أرنو إلى تلك الوجوه التي
- فيها يضيء الليلُ بل يرحل
- ما زال فينا عصبةٌ حرة
- في كلِّ يوم حبلها يُفتل
- تمضي ويمضي الفجر في إثرها
- فيها يُرى تاريخنا المقبلُ
المزيد...
العصور الأدبيه