الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمود مفلح >> أحوال >>
قصائدمحمود مفلح
- غداً أمضي وبعد غد أعودُ
- كأني لا أُرادُ ولا أُريد !
- ويثقل في دروب النور خطوي
- وفي هذا الدجى بصري حديد
- وما لي قد حنْيتُ اليوم ظهري
- وأزعُمُ أنني رجلٌ شديدُ
- وأزعم أنَّ ملءَ السمع ذكري
- وذكري مثل صاحبه بليدُ !
- وأزعمُ أنني ما زلتُ غضّاً
- وفوق الطوْق قد شبّ الحفيد ! !
- وأمضي كالكفيف إلى مصيري
- وأمضي لا أتيه ولا أحيدُ
- وأعجب كيف لا اسطيعُ نُطقاً
- وتحتَ لساني الدرُّ النضيدُ ! !
- عتبتُ عليك يا زمنَ الأفاعي
- أتعبثُ في مصائرنا القرود ؟
- أتحكمنا النذالة والنفايا
- وترسمُ ما تشاء وما تُريد ؟
- عتبتُ عليك كيف تشل ساقي
- ويَخفقني بدرِّتك العبيدُ ؟
- تواريني التراب ولستُ ميتاً
- كما واريتني وأنا وليد
- لماذا يا عدوَّ الله تبكي
- وقلبُك من فظاظته حديد ؟ ؟
- ألفناها دموعَ الذل حتى
- سئمنا ما نقولُ وما نُعيد
- تجودُ وما علمتُ لديك شيئاً
- تجودُ به ، فكيف إذن تَجود ؟ ؟
- وتعييني الإجابةُ يا صديقي
- فبحر الصمت ليس له حدود
- كتبت على جدار الصبر شعري
- فلم يبق الجدارُ ولا القصيد !
- وعبدّتُ الطريق فما مشينا
- وبيضتُ الهمومَ وهن سود
- وكم أَرّخْتُ من عطشي فصولاً
- لتزهر في أكفكمُ الورودُ !
- وكم أنذرتكم في الصبح جيشاً
- وقلت لكم لقد رجعت يهود !
- وتزحف هذه الخمسون نحوي
- أَوَ عْدٌ يا جُهينةُ أم وَعيدُ ؟ ؟
- إليكَ إليكَ يا وطني المفدى
- وأدري أنه قُطع البريد
- فلا الزيتون في عيني ذاو
- ولا عِنب الخليل به صدود
- عشقتكِ يا جبال النار طفلاً
- ونارُ العشقَ ليس لها خمودُ
- أمدّ عليك حين الحرّ جفني
- ويرعشُ حين أذكرك الوريدُ
- وحاشا أن أخون العهد يوماً
- وحاشا أن يساورني الجحود
- أنحيا كالقطيع ولا نبالي
- ونزعمُ أنه العيش الرغيد ؟
- وتنسلخ البلاد بساكنيها
- وتُنتهك الحدود فلا حدود
- ونمضغ ذلَّنا والعارُ يمشي
- على أكتافنا وله جنودُ
- وكيف ألمُّ يا أبتاه صوتي
- ويخرسُ فوق حنجرتي النشيدُ ؟ ؟
المزيد...
العصور الأدبيه