الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> سلمى ايضاً او وردة بين اشواك! >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- أسلَمي لي سَلمى وحسبي بقاكِ
- إنَّ فيه بقاءَ من يَهواكِ
- يستجدُّ الحياةَ للمرء مرآك
- ويُحي ذكرى الشباب غِناك
- جذبتني عيناكِ حتى إذا ما
- الهبَتْني تحرَّكَت شفتاك
- ولقد هانت الصبابةُ لو أنّى
- أتتْني تَعِلةً من لُماك
- وأرتْني يداكِ يبتدران الرَّقصَ
- أضعافَ ما أرتْ قدَماك
- تلتوي هذه كما التَبسَ الخَيْطُ
- وتلتَفُّ تلكَ كالشُبّاك
- تعتريني خواطرٌ فيكِ أحياناً
- فأرتدُّ باديَ الإِرتباك
- تتحّرى كفّاي تقليدَ كفيَّكِ
- وتحكي خُطايَ وقعَ خُطاك
- فانا في انقِباضةٍ وانبساطٍ
- تارةً وانفراجةٍ واصطكِاك
- وانتقاضٍ طَوراً كما انتقض الطائرُ
- من وَقفةٍ على الأسلاك
- ويراني من ليس يدري كأني
- بِيَ مسٌ وقد أكونُ كذالك
- أنا أهواكِ لا أريدُ جزاءً
- غيرَ علمٍ بأنني أهواك
- اطلُبيني بين الجموعِ على حينِ
- احتشادٍ ما بينهم واشتباك
- تعرفيني من دونهم بسِماتي
- والتفاني وحيرتي وانهماكي
- رُبَّ يومٍ فيه تصيَّدني الهمُّ
- كما صيِد طائرٌ بشِراك
- وكأني أرى الحياةَ بمسودِّ
- زُجاج فكلُّ شيءٍ باكي
- ملءَ نفسي وغرفتي يتراءى
- شَبَحُ الهمَّ لي وملءَ السِكاك
- لم تكن سلوةً لقلبي عمّا
- أنا فيه إلا بأنّي أراك
- قد شكوناكِ لا لذمٍّ ولكن
- ليس يخلو الغرامُ إلا لشاكي
- لي قلبٌ لو جاز نسيانهُ صدريَ
- يوماً لجازَ أنْ ينساك
- يتنزَّى طولَ الليالي ولا مِثلَ
- تَنزيِّه إن جَرَت ذكراك
- ويَرَى تارة من اليأس من لُقياكِ
- مستسلماً بغَير حرَاك
- أنتِ سلمى – وُليِّتِ مُلكاً فسوسيه
- برفقٍ بحَق من وَلاّك
- وهبَيه عهدَ اقتطاعٍ وكانتِ
- لك في الحكم أُسوةٌ بسِواك
- فارعَيِ القلبَ حرمةً مثلما
- تَرعَيْن مُلكا – يُجْنى من الأملاك
- افتحي لي بابَ السرور فقد سُدَّ
- وبابُ السرور لي شفتاك
- واطرُدي هذه الهمومَ وسَلِّي
- حُزن وجهي بوجهك الضحّاك
- في يَديك الجميلتَينِ إذا شئتِ
- ارتهاني ومن يَديَك فَكاكي
- إن رأيتِ الحديثَ يمتازُ بالرقةِ
- والُلطف فيكِ عمَّن عَداك
- والقوافي يَلَذُّها السَمْعُ من دونِ
- قوافٍ تشدو بحسن سواك
- فلأني أُجِلُّ حبَّك عن أنْ
- يُتَلقَّى الا بقَلبٍ ذاكي
- ولأن الشعورَ يُوريهِ ابداعُكِ
- وَرْيَ الزِنادِ بالإحتِكاك
- ان هذا الجمالَ سَلمى غذاءُ الروُح
- لولاهُ آذَنَتْ بهَلاك
- وأرى مَن يلومُ فيه كمن يرشِدُ
- ذا بُلغةٍ الى الإِمساك
- أو كساعٍ يَسعى لتجفيف ماءِ
- النَهر إشفاقةً على الأسماك
- الرَعاعُ ، الرَعاعُ ؛ والجََدَل الفارغُ
- اني من شَرّهم في حمِاك
- ضايقتْني حتى بادراكيِ الحسنَ
- نفوسٌ ضعيفةٌ الادراك
- تقتضي الناس أنْ يكونوا صدى الأهواءِ
- منها كما تكونُ الحواكي
- قال لي صاحبي يزهِّدُني فيكِ
- بهذي المُغالَطاتِ الرِكاك
- لكَ فيها مُزاحِمون وما خيرُ
- غَرامٍ يكونُ بالاشتراك
- قُلت: اخطأتَ لا أبالي وهَبْها
- وردةً في منابِتِ الأشواك
- اتُراني أعافُها ثم هَبْني
- أنني في عواطِفي – إشتِراكي
- أنا هذا أنا – وما كنتُ يوماً
- في شُعوري ونَزعتي بمَلاك
- ثم إني أجَلُّ من ان أُماشي
- في مذاقي جماعةً وأُحاكي
- أنا أهوى ما اشتّهيه ومن لا
- يرتَضيني قامَتْ عليه البَواكي
- انا مذ كنتُ كنتُ ما بين نفسي
- والسخافاتِ هذِه في عِراك
المزيد...
العصور الأدبيه