الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> أخي الياس .. >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- أخي إلياسً : ما أقسى اللَّيالي
- تُنيخُ بكَلْكَلٍ وتقولُ : مالي
- تَسَمَّعُ إذ تَصامَمُ للنَّجاوى
- وتَهْمِسُ إذ تخارسُ للنِّمال
- وتخدَعُنا بمُقْمِرةٍ لَعُوبٍ
- وتَرمينا بقوسٍ من " هِلال"
- وتُعطينا اللَّذاذةَ عن يمينٍ
- وتطعنُنا دِراكاً بالشِّمال
- وتَفرُشُنا أمانيَ من حريرٍ
- وفي طيَّاتِها سُمُّ الصِّلال
- وتُدنينا ، وتُبعِدُنا ، وتلهو
- بِنا لهوَ العواصف بالرِّمال
- ونَلْمِسُها ، وتَلْمِسُنا عِياناً
- وتمرُقُ مثلَ طَيفٍ من خيال
- أخي إلياسً : لا تَخَلِ المُبَقَّى
- يُوقَّى ما احتواكَ من الحِبال
- كأنَّ الشَّمسَ لم تَطلُعْ علينا
- ولم نَنعَم بوارفةِ الظِّلال
- ولم نترَوَّ من كأسٍ حرامٍ
- ولم نتمَلَّ من سِحْرٍ حَلال
- ولم نتمَنَّ أنَّ الدَّهَر خُلْدٌ
- وأنَّا لا نصيرُ إلى زَوال
- ولم نسخَرْ بما نُملي عليه
- ولم يسخَرْ بناسِخةِ الأمالي !
- أخي إلياسُ : لا وصريحِ وُدٍّ
- وعاطفةٍ أرقَّ من الزُّلال
- وما شدَّ التَّصافي من عُرانا
- وحَّلاها من الفِكَرِ الغوالي
- يَميناً لستُ للدُّنيا بقالي
- وإنْ كدُرتْ ، ولا عنها بسالي
- لأنَّكَ كنتَ تُوصيني بهذا
- وتُوصيني به سِيَرُ الرِّجال
- ويُوصينا به أنَّا نُواري
- حبيباً ، ثمَّ نُعقِبُه بتالي
- ونَرجِعُ مِنْ جديدٍ عن فِراقٍ
- أليمٍ ، نستزيدُ مِن الوصال
- وما أنا مَنْ يُحاولُ أن يُداجي
- أحِبَّتَهُ بكذِبٍ أو مُحال
- بلى إنّي لَتُعْتَصَرُ اعتِصاراُ
- حشايَ ، وأنت محترِبٌ حِيالي
المزيد...
العصور الأدبيه