الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> أرج الشباب... >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- أرجُ الشبابِ وخمرُه المسكوبُ
- لَيفوحُ من أردانِكُمْ ويطيبُ
- ومنَ الربيعِ نضارةٌ بوجوهكم
- تَنْدىَ . ومن شهدِ الحياةِ ضريب
- ومنَ الفُتوّةِ سَلْسَلٌ متحدرٌ
- مما يفيضُ يكادُ يُترَعُ كوب
- وَلأنتُمُ إن غاب نجمٌ يُقتدى
- أو حُمَّ خَطبٌ حالِكٌ غِرْبيب
- وتأزمت كُرَبٌ ، وضاقت خطّةٌ
- واستوحشتْ طرقٌ لنا ودُروب
- سُرُجٌ تنير الخابطين ، وأنْجُمٌ
- نغدو على أضوائها وَنَؤُوب
- تتجهّمُ الدُّنيا ، ويعبسُ باسمٌ
- منها ، ويعتوِرُ الحياةَ قُطُوب
- حتى إذا ابتسمَ " الشبابُ " تذوُّبَتْ
- كالغيمِ في الصّحوِ الجميلِ يذوب
- يا عاكفينَ على " الدُّروس " كأنَّهُم
- غُلْبُ الصُّقورِ من الظَماء تلوب
- والعازفين عن اللذائذِ همُّهمْ
- " جَرَسٌ " يُدقُّ ومِنبرٌ وخطيب
- تركوا مواعيدَ الحِسانِ وعندَهُم
- بين المقاعدِ مَوْعدٌ مَضروب
- أشهى من الوجهِ الجميلِ إليهمُ
- وجهُ " الكتابِ " وَوُدُّهُ المخطوب
- إن العراقَ بلا نصيرٍ منكم
- وبلا مُجيرٍ ، مُقفِرٌ وجديب
- عاشت سواعدُكُم فهن ضوامنٌ
- أن يُسْتَرَدَّ من الحقوقِ سليب
- وَزَكتْ عواطِفُكُمْ فأَيةُ ثروةٍ
- منها نكافيءُ مُخلِصاً ونُثيب
- وَلأْنتُمُ أنْتُمْ – وليس سواكمُ -
- أملُ البلادِ وذُخْرُها المطلوب
- وَلأْنتُمُ إذ لا ضمائرَ تُرْتَجَى
- للرافدَيْن ، ضمائرٌ وقلوب
- ولأنتُمُ إن شوّشتْ صفحاتِنا
- مما أُجِدَّ نقائصٌ وذُنوب
- الطّاهرونَ كأنهمْ ماءُ السّما
- لم يَلْتَصِقْ دَرَنٌّ بِهِمْ وعيوب
- إنّا وقد جُزْنا المَدَى وتقاربتْ
- آجالُنا . وأمضّنا التجريب
- وتحالفتْ أطوارُنا وتمازَجَتْ
- ونبا بنا التَقريعُ والتأنيب
- وتخاذَلَتْ خُطواتُنا من فَرْط ما
- جَدَّ السُرى ، والشدُّ ، والتقريب
- لنَراكُمُ المثلَ العليَّ لأمّةٍ
- ترمي إلى أهدافها وتُصيب
- هي أُمّةٌ لم تحتضن آمالها
- وغداً إلى أحضانِكُمْ ستؤوب
- وغداً يُكفَّرُ والدٌ عما جنى
- ظلماً على يدِ إبنه ويتوب
- فتماسكوا فغدٌ قريبٌ فَجْرُهُ
- منكم . وكلُّ مُؤمَّلٍ لَقَريب
- وِتَطلّعوا يُنِرِ الطريقَ أمامَكم
- قَبَسٌ يشعُّ منارهُ ، مَشبوب
- وتحالفوا أنْ لا يُفّرِقَ بينكم
- غاوٍ .ولا يَنْدسَّ فيكُمْ ذيب
- وتذكّروا المستعمرينَ فانَّهُمْ
- سَوْطٌ على هذي البلادِ وحُوب
- فتفهمّوا إنَّ العراق بخيره
- وثرائه ، لطَغامِهِمْ منهوب
- وتميزوا فهناك وجهٌ سافرٌ
- منهمْ ، وآخرُ بالخنا محجوب
- وسويّة في خِزيّةٍ مستعمرٌ
- أو مَنْ يُقيمُ مقامَه ويُنيب
- إياكُمُ أنْ تُخدعوا بنجاحكم
- فيما هو المقروءُ والمكتوب
- أو تَحْسَبوُا أن الطريقَ كعهدِكم
- بين الصفوفِ " معبّدٌ " ورحيب
- ان الحياة سيبلوَنَّ جهادَكم
- منها نجاحٌ مرهِقٌ ورسوب
- ومُسَهَّدينَ جزاهُمُ عن ليلِهِمْ
- اللهُ ، والتعليمُ ، والتدريب
- أضناهُمُ تعبٌ .. وخيرُ مجاهدٍ
- مُضنى يُعَبِّئُ أمّةً " متعوب "
- أأُخيَّ " عبودٌ " ولستَ بمُعوِزٍ
- مدحاً . ولكنَّ الجُحودَ مَعيب
- إن كان مسَّك و " الحسينَ " كلالةٌ
- أو كان نالكما عناً ولُغُوب
- فلأنتما والشاعرون سويةٌ
- كالشمع يَهدي غيرَه ويذوب
- أُلاء غرسُكما فهل مِنْ غارسٍ
- يزكو كهذا ، غرسُه ويَطيب
- وهلِ الخلودُ ألَذُّ مما أنتما
- فيه ، وأمرُ الخالدينَ عجيب
- لا يحسبون وجودَهم . ووجودُهم
- قبلَ الوجودِ ، وفوقه محسوب
المزيد...
العصور الأدبيه