الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> تائه في حياته!.. >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- قلَّ صبري على زمانِ ألدِّ
- وخُطوبٍ ألبَسَنْنَي غيرَ بُردي
- وتقاليدَ لا تطاقُ وناسٍ
- لا يُجيدون غيرَ لُؤمٍ وحِقْد
- آنست مَنْ معي قوافٍ حِسانٌ
- سوف تبقى أُنْسَ الشجييِّن بعدي
- حملتْ همَّهُمْ ورُحْتُ غريباً
- عنهمُ حاملاً هموميَ وحدي
- أفرَشوني شوكَ القتاد وخصُّوا
- بالرياحين كلَّ جِبْسٍ ووَغْد
- وزَوَوْا كلَّ ما أودُّ احتكاراً
- وأتوني بكل ما لم أودّ
- وأجالوا أفراسَهُمْ في مَلاهٍ
- ضربوا بينها وبيني بِسُدّ
- ثم قالوا صفِ الحياةَ بلطفٍ
- رغمَ أنَّ الحياةَ تجري بضدي
- كيف يسطيعُ رسمَ شَكلِ المسرّاتِ
- نزيلٌ في غرفة مثلِ لَحْد
- تائه في حياته ليس يَدري
- أيُّ بابٍ إلى السُّرورِ يُؤدّي
- قد وصفتُ الشَّقاءَ أروعَ وَصفٍ
- من بلاءٍ وخبرةٍ مستَمَدّ
- وأرَيْتُ الناسَ الحياةَ جحيماً
- قاذفاً أنْفُساً لطافاً بوقْد
- فأروني رفاهةً ونعيماً
- لأُريكم تصويرَ جنةِ خُلْد
- صدماتُ الزمانِ تُبْقي خدوشاً
- في أصَمٍّ من الجلاميدِ صَلدْ
- أفتنجو من هذه الغَيرِ السودِ
- خلايا دمٍ وقطعةُ جِلد
- أكلتْ قلبيَ الهمومُ وهدّت
- كلّ حولي واستنزفتْ كلَّ جهدي
- فتراني وليس غيرُ اطِّلابٍ
- لكفافٍ من المطاليبِ عندي
- بدلاً من تقلُّبي في نعيمٍ
- سابغ الظلِّ ذي أفانينَ رَغْد
- هذه العيشةُ الرفيهةُ لا عركُ
- زمانٍ ملآنَ بالنحس نَكْد
- ما عسى تبلُغُ القناعةُ من نفس
- طروبٍ لغيرِها مستعِد
- أين من تستثيرُ طبعي بهزاتِ
- التصابي منها وتقدَحُ زندي
- من تشكي الغرامِ والوجدِ إني
- ذو احتياج إلى غرامٍ ووجد
- قد سئمتُ الجفافَ في العيش لارشفةُ
- ثغرٍ ولا نعومةُ خدّ
- وردةٌ من حديقةِ الشعرِ أُهديها
- إلى مطعمي بقطفةِ ورد
- ليس عندي أعزّ ُ منها وحسبي
- أنني خيرُ ما تملكتُ أُهدي
- اشتهي عُلْقةً بحبلِ غرامٍ
- أوْجدِيها ولو بكاذبِ وعد
- لست ادري فربّما كان نحسي
- في غرامي وربّما كان سعدي
- غيرَ أنيّ أُحسُّ أنَ شعوراً
- تستفزينه بُقربٍ وبُعد
- لا تَشِحّي ولا تجودي ولكنْ
- اتركيني ما بين جَزْر ومَد
- ثم قولي هاكَ الذي تبتغيه
- ثم لمّا أقولُ هاتيه رُدّي
- لوحةٌ مالها نظيرٌ وقوفُ العاشقِ
- الصبِ بينِ أخذٍ وردْ
- لا لأجلي لكنْ التّلهي
- بقوافي حرّكي بعضَ وَجْدي
- أَولا ترغبين أن يَتَغّنى
- بمعانيكِ مُعْجَباً كلُّ فرد
- رُبَّ جسمٍ يَبْلى به عبقريٌّ
- لا يرى عن تَصْويرِهِ من مَردّ
- حاشدِ الذهنً بالصبابةِ يأتي
- من ضُروبِ البيان فيها بحشْد
- وتراه عَفْوَ القريحةِ يَخْتارُ
- أناشيدَ تُعْجِزُ المتصدِّي
- سَهُلَتْ فهو مثلُ سيلٍ تَجارى
- في مسيلٍ دَمْثٍ يُعيد ويُبدي
- يَلمِسُ الشيخُ في قوافيه بُقيا
- أثَرٍ من شبابهِ المسَتَردّ
- ويُعيدُ الصِبا إليه وبلقى
- في مريرِ الذكْرى حلاوةَ شُهْد
- فهو يُسْدي إلى الوجودِ جميلا
- وهو لولا الغَرامُ ما كانُ يُسْدي
- ولقد تَضْمنُ البداعةَ في الفنِّ
- وتخليدهِ بضاضةُ زند
- ما عرفنا دعدّيةً تتصّبى
- كلَّ نَفسٍ لولا تحكُّمُ دَعْد
- لا جفافُ الحجاز أضرمَ تلك الروحَ
- فيها ولا خشونةُ نجد
- هي إلهامةٌ يَنِزّ لها الحبُّ
- على الشاعرينِ من غير قَصْد
المزيد...
العصور الأدبيه