الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد زيدان >> براعمُ اشتهاء وجدائلُ لهب >>
قصائدمحمد زيدان
براعمُ اشتهاء وجدائلُ لهب
محمد زيدان
- الطفلةُ الكبيرةُ
- التي المرأةُ الصغيرةُ مِن قَبْلُ
- وتربطُ خيطَها الأبيضَ في معصمي
- كي لا أضيعَ في البناتِ
- وأُقَالَ: "السوءُ"
- الطفلةُ الكبيرةُ
- الخاتمةُ دمِها على عنقي
- وخائفةٌ مِن ظِلِّي عليَّ
- تَخِبُّ في الحنَّاءِ والملاحِفِ
- وحافيةً إلى النبعِ
- تُفضي بها الأمواهُ لي:
- "هَبْنِي لِشَعرِكَ الشاعرِ
- يالغُزَيِّلُ الصغيرُ تُهتَ عني.."
- وتلهثُ فِيَّ..
- الطفلةُ النَّهْدُ
- في أنينِ قميصِها الشَجَريّ
- الطفلةُ العينُ
- ملاذيَ إذ يُناهِزُني البكاءُ
- الطفلةُ الوجهُ الإلهُ
- تحتَ مَسَاكِبِ شَعرِها الشَّلالُ
- تُبرعِمُ في صدري اشتهاءاتِ الحنينِ
- وتجدلُ غيمَ آهاتي ضفائرَ مِن لهبْ
- فأصرخُ أصرخُ في دمي
- أُجاهِرُ بالربيعِ الغَضِّ في سُرَّةِ الطينِ الأبِيِّ
- وأُوقِدُ مشاعِلَ صبْوَتي على مَسَاقِطِ غيمِها
- الطفلةُ الماءُ
- بعطرِها الأمينِ
- تنفضُ شعرَها المبلولَ في وجهي
- وتشدُّ ناصيتي في العناقِ
- لتشهدَ عليَّ بجريرةِ العشقِ:
- "يداكَ مُلطَّختانِ بدمي
- أم دمي مُلطَّخٌ بيديكَ..؟"
- وتلهثُ فِيَّ..
- تقولُ:
- "كُنتُكَ في البناتِ
- يا ولدُ فَبَطِّلْ قد شافَتْكَ عيني.."
- فأبكي،
- على جريرةِ الأُمِّ
- إذ تأوي لشجرتِها العجوزِ
- تدسُّ صرختَها الأخيرةَ في قلبِ الجبلِ
- وتقطعُ سُرَّتي في الظلامِ
- لأُقَالَ: "السوءُ مَرَّتينِ"
- تضحكُ
- وأبكي،
- الطفلةُ الغيمةُ
- وحينَ حطَّتْ أصابعَها على رأسي
- قالَنِيَ البكاءُ:
- "لا ارتعاشُ دمِكَ في الألمِ الصغيرِ
- ولا انجراحُ أصابعِها مِن كثيفِ شَعرِكَ.."
- قال:
- "تُسمِّي الحنانَ باسمكَ الخفيّ
- وتمنحُ وجهكَ المشروخَ عذوبةَ الملامِسِ
- فتلتئمُ..
- الطفلةُ الكبيرةُ
- التي كلُّ النساءِ
- الطفلةُ الخاتمةُ
- الخائفةُ
- الطفلةُ الـ.."
- ..
- ..
- ذهبَ البكاءُ!
- ..
- ..
- الطفلةُ الكبيرةُ
- كانتْ أُمي
- وحبيبتي.
المزيد...
العصور الأدبيه