الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عيسى الشيخ حسن >> وطن من كلام >>
قصائدعيسى الشيخ حسن
- سيكون علينا إذن أن نعدّ الحصا
- في حساب الطفولة والذكرياتِ
- يكون لنا أن نعود إلى حكمة صالحة
- لتخطّي الفضاء المجاز
- الفضاء الذي لا يحور إذا ناوشته الأغاني بحبّات أدمعها
- لا يغيم إذا ناشدته الخطى
- واستقالت بلا رحلة يانعة
- وإذأً كي ننام طويلاً
- فلابدّ أن نتغاضى عن البرد ِ
- حين يحثّ الأصابع كي تتلاشى
- عن الأصدقاء إذا لوّحوا دون وعد لقاء
- إذا لوّحوا في مساء ثقيل
- وإذا حال ما بيننا سفرٌ يستطيل
- وإذاً سوف نغدق في همسنا صاعداً
- في دروب الشتاءِ الذي يتأخر ُ
- آه ٍ ونرمي على أوّل القلب بيتاً من الشعر ِ
- تسكنه السيّدة
- ولا بدّ أن ننتمي
- ونطير إلى حلم ٍ من لغة
- ويكون لنا أن نعود إلى شكلنا
- ونسمّي تفاصيلنا
- سيكون لنا بيدرٌ
- وبيوتٌ من الطين تسعى إلى زرقةٍ ممكنة
- ونهار يغنّي لنا فيه أيّوبنا عن سخام ٍ أليف
- نغمّس حزن البلاد بأشواقنا
- لتمرّ الصبابات في شارع الموت حتى النهايةِ
- في المنعطف
- وتكون لنا جرّةٌ من ضلوع الندامى
- تحبّرنا باحتمال العنب
- ويكون على الجمر أن يتثاءب دون حطب
- وعلى النهر أن يستميح الجفاف
- وعلى النمل أن يدخلوا في مساكنهم
- وعلى اللاحقين أن يقرؤوا سورة الفاتحة
- وعلينا إذاً أن نعدّ لها الورد والعطر والرائحة
- سيكون على الغيث أن يستشير الهواء
- على بسمةٍ لا تجيء بأن لا تجيء
- على الصبر أن يتمطّى
- على الحزن أن يستغيث بنصٍّ يجوس المساء َ الذي لاينام
- أنجزتنا البلاغة يا صاحبي
- ولدينا هنا وطنٌ من كلام
- بتضاريسه ، وحدود مجازاته
- والشواطئ ، والمدن الصاخبة
- ولدينا هنا أرخبيل ٌ من الشعر واللغة الغامضة
- جزرٌ من شروحٍ تفلّي الرثاء َ
- قرىً تزرع النحو في آخر الصيف
- كي تبكّر في بيع أخطائنا
- ويكون علينا غداً
- أن نحرّر وشماً على يدها
- الفتاة التي حملتنا إلى أوّل الفكرة القاتلة
- سيكون على همزة الوصل ِ
- محو الخلاف الذي يتصاعد ُ
- بين النداءات والخيبة المزمنة
- ويكون علينا إذاً أن نخبّئ أطفالنا
- سيكون الحداء ضئيلاً
- ويكون النهار بلا سَمْتِه ِ
- والدخانُ الدخانُ صبيّا ً لجوجا ً
- لابثاً في الحياة القصيرة والوردة الذابلة
- فاضحاً سيرة البرق والرعد والزلزلة
- سيكون على البنت ألاّ تلوّح قبل اكتمال السفر
- وعلى قلبه أن يخبّئ ضحكاتها لتعود إليه
- على الموت أن يستريح َ
- على البحر ألاّ يثور َ
- على الخوف ِ أن يتحرّى ابتكاراته
- وعلى الشاعر المختبي
- أن يحثّ الحروف إلى حبره
- وعلى النصّ
- أن " يتوارى من القوم من سوء ما "
- قرأته الرياح ُ
- وهزّت ظلالاً تخبّّئ في ثوبها الأجوبة
المزيد...
العصور الأدبيه