الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> علي محمود طه >> منها >>
قصائدعلي محمود طه
- وحيدة !و يحي! بلا راحة
- ما بين موج طاغيات قواه
- تجري بي الفلك كأرجوحة
- حيرى بأقيانوس هذي الحياه
- أبحث عنه ، و سدى ما أرى
- أين حبيبي ؟ أين سارت خطاه ؟
- لم يهدني نجم إليه ، و لم
- يبسم لي الحظّ فألقى سناه
- و ليس لي من موجة برّة
- تحملني في إثره كي أراه
- من شاطئ الرّاحة لم يدن بي
- إليه أفق لا يرى منتهاه !
- هناك في الشّاطئ وا فرحتا
- أعزّ إنسان صفا لي هواه
- منتظرا لي ، شاخصا ، باسما
- تشير بالآمال لي راحتاه
- لكنهما هيهات ، كيف السّرى
- و أين من عصف الرّياح النّجاه ؟
- أصار حتما أن يرى زورقي
- محطّما قد مال بي جانباه ؟
- و هل فضاء البحر أو غوره
- مهما تناءى و ارتمت لجتاه
- يكفي مداه أن توارى به
- جميع آلامي ؟ أيكفي مداه ؟
- ***
- نمت زهرة في غضون الخريف
- كحلم من الماء و الخضرة
- كزنبقة في زهى حلّة
- ربيعيّة الوشي محمّرة
- تبثّ المراعي نورا يشفّ
- و يجلو الطّهارة في النّظرة
- كأنّي بها قدحا مترعا
- به مزج السمّ بالخمرة
- لها وهج الحبّ في قبلة
- على شفة شبه مفترّة
- ألا أنّها هي بقيا الهوى
- و آخر ما فيه من نضرة
- ألا أنّها هي صهباؤه
- و آخر ما فيه قطرة
- تميت و تحيي فيا للحياة
- و الموت إلفين في زهرة !
- ***
- إن أنا قاومت هياج العباب
- مصطرعا و الأفق داجي السّحاب
- و لم تدع كفّي إلى زورقي
- زمامه حرا و خضت الصّعاب
- فسوف يلقيه خفيّ القضا
- محطّما فوق الصّخور الصّلاب
- و إنّ أقوى ساعد عاجز
- أن يمسك المجداف دون اضطراب
- إن عاند الأمواج فهو الذي
- يحفر في اليمّ حفير التّباب
- وهو الذي يسعى إلى حتفه
- في هوّة مغفورة في العباب
- فليلق بالمجداف من كفّه
- و ليترك الموج طليق الرّغاب
- و ليمض بالزورق ما يشتهي
- إلى القضاء الحتم دون ارتياب
- و ليبتلعه الموج في جوفه
- فلا مفرّ اليوم ممّا أصاب
- طال كفاحي ، و يح نفسي فما
- طول كفاحي غير طول العذاب !
- ***
- أطلّ الخريف بأعقاب ليل
- دجيّ الظّلام بكيّ السّحب
- و آخر ما في الرّبى زهرة
- عداها من الصّيف وقد اللّهب
- غدت وحدها أديم عفا
- من النّور و الورقات و القشب
- كحارسة الميت ليست تريم
- مكانا به وقفت تضطرب
- تساقط من حولها أدمعا
- غصون تطالعها عن كثب
- جرى الغيث ، من ورقات بها
- إلى أخر شاحبات ، صبب
- تحدّر مختنقا فوقها
- بلا نبأة قطره المنسكب
- فيا من لها زهرة الجورجين
- من الزّائر الحائر المقترب ؟!
- جناح لآخر ما في الفراش
- من رحمة بقيت أو حدب
- مضى الصّيف و انقطعت إثره
- أغاريد كنّ مثار الطّرب
- نأى طيرها عانيا و اختفى
- غرام أتى ..و غرام ذهب..!
المزيد...
العصور الأدبيه