الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عدنان الصائغ >> شقة رقم 1 >>
قصائدعدنان الصائغ
- صحبٌ كالكراسي..
- وطاولةٌ من نعاسٍ رخيص
- نتكاثفُ..،
- أو نتقطّرُ، فوقَ الزجاجِ اللصيقِ
- لساقي فتاةٍ تضجان
- قربَ العمارة - حيثُ المداخلُ واحدةٌ،
- تتشابهُ كالغرباءِ -
- رأيتكَ تسألُ بوابها عن سماءِ المدينةِ
- زرقتها،
- والنجومِ الخفيضةِ..
- يلتفتُ الطفلُ منذهلاً
- ويشيرُ:
- سماءٌ من الكونكريتِ……
- على الشرفةِ الجانبيةِ،
- حيثُ انكسارُ الغروبِ على حبلِ أحلامنا والغسيلِ..
- فتاةٌ ترشُّ دمانا على الأصصِ النائمةْ
- فيثّاءبُ العطرُ بين انحسارِ القميصِ..،
- وجوعي
- إذن، أنتَ لا تشبهُ الآخرين
- قميصٌ يتيمٌ..
- وقلبٌ يتيمٌ..
- وذاكرةٌ شاردةْ
- كلهم غادروا الشقةَ الباردةْ:
- "علي" المهذّبُ في زيّهِ الجامعيِّ (المعري الذي
- يرتدي في الصباحِ رباطاً
- وفي الليلِ مشنقةً)
- و"مهدي" المعذّبُ في جرحهِ العربي…
- وأبقى, وأنتِ…
- وحيدين فوق رصيفِ المساءاتِ
- ننتظر الباصَ, والراتبَ المتقطّعَ والـ……
- (شققٌ أو أشعارْ
- للبيعِ, وللإيجارْ
- فلماذا أنتَ بلا مأوى…!؟)
- ……………………
- ……………………
- كلهم غادروني..
- الصنابيرُ ثلج
- وعلى الطاولة
- قطةٌ تتلصصُ - لا شيءَ غير الجرائدِ -
- تقفزُ مستاءةًً نحو شقةِ جارتنا
- وانطفى في الزوايا الحوارْ..
- وظلتْ ملابسُ صحبي معلقةً في المساميرِ
- كالذكرياتْ
- * علي ومهدي: الشاعر العراقي علي الشلاه، والشاعر المصري مهدي مصطفى. وقد جمعهما سكن مشترك مع الشاعر الصائغ في غرقة صغيرة في حي الطالبية ببغداد قبل نهاية الثمانينات.
- ***********
المزيد...
العصور الأدبيه