قصائدعدنان الصائغ



آخر المحطات.. أول الجنون
عدنان الصائغ



  • هي..?

  • لا....

  • في الطريقِ المؤدي لموتي الأخيرِ

  • انكسرتُ على حافةِ النافذةْ

  • فتشظّيتُ فوقَ المقاعدِ

  • لملمني نادلُ البارِ – وهو يلوكُ أغانيهِ – والفضلاتِ

  • تلوكُ المدينةُ بعضي

  • وبعضي توزّعَ في الثكناتِ

  • (السنينُ شظايا..

  • ولحمي عراءْ..)

  • ما الذي صنعتْ فيكَ هذي المدينةُ

  • أين ستمضي بهذا الخرابِ الذي هو أنتَ..

  • (تتكيءُ الآن فوق الأريكةِ

  • .. ساهمةً

  • ربما هي تصغي لنبضِ العصافيرِ فوق الغصونِ

  • ربما ستقلّبني كالمجلاتِ..

  • أو ربما…)

  • سأقنعُ نفسي بأنكِ لستِ التي..

  • - ………

  • ها أنتَ منكسرٌ كالمرايا

  • ومنتثرٌ كالشظايا

  • تحاولُ أن تنتقي وطناً للجنونِ

  • فيفاجئكَ الحرسُ الصلفون

  • ينامون

  • بين قميصِكَ، والنبضِ

  • (- ماذا تحاولُ..؟

  • أو تحلمُ الآن..؟

  • - ……

  • لا شيءَ………)

  • أنتَ، يا أيها الولدُ الصعبُ، مالكَ محتدماً هكذا

  • تفتشُ في المصعدِ الكهربائيِّ عن وطنٍ

  • وتنامُ على حجرٍ في الرصيف

  • كأنَّ الذي

  • بين جنبيكَ ...ز...(ئـ(بـ(ـقـ[لا]ـقـ)ـلـ)....ـب…

  • .............

  • ............…………

  • - هي…؟

  • - لا…

  • - شَعرها..!

  • .. انكسارُ الندى في الجفونِ!

  • وهذا الطريقُ اللذيذُ إلى الشفتين..!

  • قد تتوهمُ.. أنتَ تراها بكلِّ النساءِ

  • ولكنها...

  • ربما يخطيءُ القلبُ - يا سيدي - مرةً

  • إذْ يزاحمهُ الهمُّ..

  • لا

  • .. الرمادُ يغطي المدينةَ والقلبَ..

  • (ها أنني في شظايا المرايا، ألملمُ نفسي

  • مقعدٌ فارغٌ

  • وزمانٌ بخيلْ..)

  • - .. إنما حدسي لا يخيّبني

  • سأقولُ لكلِّ الشوارعِ: إنّي أحبكِ

  • أهمسُ للعابراتِ الجميلاتِ فوق مرايا دمي المتكسّرِ:

  • إنّي أحبكِ

  • للياسمينِ المشاغبِ،

  • للذكرياتِ على شرفةِ القلبِ:

  • ......... إني أحبكِ

  • للمطرِ المتكاثفِ،

  • للواجهاتِ المضيئةِ،

  • للأرقِ المرِّ في قدحِ الليلِ،

  • للعشبِ،

  • للشجرِ المتلفّعِ بالخوفِ،

  • للقمرِ المتسكّعِ تحت جفونكِ:

  • إني أحبكِ…

  • …………

  • ……………

  • ………………

  • الصبيُّ المشاكسُ شاخَ…

  • وأنتِ…!؟

  • أما زلتِ مجنونةً برذاذِ النوافيرِ

  • أذكرُ كنّا نجوبُ الشوارعَ

  • نحلمُ في وطنٍ بمساحةِ كفي وكفكِ

  • لكنهم صادروا حلمَنا..

  • ها أنا الآنَ، أنظرُ من شقِ نافذةٍ

  • للشوارعِ

  • وهي تضيقُ..

  • تضيقُ

  • تضيقُ

  • فأبكي…

  • (غرفةٌ موحشة

  • ورقٌ وذبابْ

  • وبذلةُ حربٍ.. علاها الترابْ)

  • …………

  • …………

  • اجلسي، ريثما تستردُّ القصائدُ أنفاسَها

  • فأحكي لعينيكِ

  • حتى يحطَّ على شرفةِ الرمشِ

  • طيرُ النعاسِ

  • سأبدأُ من أولِ الحربِ

  • أو آخرِ الحبِّ

  • هل نبتدي هكذا:

  • غيمةً في كتابٍ يقصُّ الرقيبُ عناوينَ أحزانها

  • زهرتين تضجان من فرحٍ أبيضٍ..

  • وغماماً بخيلْ

  • أم ترى ننتهي بالزمان القتيلْ

  • سأبدأُ:

  • مرَّ المحبون

  • - تحت غصونِ المواعيدِ، ذابلة -

  • وانتظرتكِ..

  • مرَّ الجنودُ المستجدّون للحربِ

  • مرّتْ خطى الفتياتِ، فساتينُهنَّ القصيرةُ كالأمنياتِ

  • نيونُ الشوارعِ, والحافلاتُ…

  • فما التفتَ القلبُ..

  • إلاّ لهمسِ خطاكِ

  • على شارعِ الذكرياتِ الطويلْ

  • اجلسي، ريثما تستردُّ دموعيَ أنفاسَها

  • والزمانُ فواتيرَهُ

  • (كأنَّ الذي مرَّ

  • سبعُ دقائق

  • لا سنواتٌ مثقّبةٌ

  • بجنونِ انتظاري)

  • لا الذكرياتُ

  • ولا الشعرُ

  • لا الندمُ المرُّ…

  • يرجعُ ما قد تساقطَ من ورقِ الحب

  • اجلسي ريثما…………

  • ......

  • عيوني دوارٌ كثيفٌ

  • وأرصفةٌ

  • ونثيثُ مطرْ

  • (سأحكي لها عن بصاقِ المدينةِ

  • عن صحفِ اليومِ، والحربِ،

  • والمصطباتِ الوحيدةِ، مثلي…)

  • وأقولُ لكلِّ المحطاتِ: إنكِ باقيةٌ

  • وأقولُ لقلبي: بانكِ لنْ تتركيني كما الأخريات

  • فيوهمني الصيفُ أنكِ محضُ سحابٍ

  • وأنكِ أبعدُ مما توهمتُ

  • إنَّ القصيدةَ أبعدُ مما تصوّرتُ

  • **********



أعمال أخرى عدنان الصائغ



المزيد...

العصور الأدبيه

العثور على مومياء بلسان ذهبي في مصر

العثور على مومياء بلسان ذهبي في مصر



أهم 12 نصيحه عند شراء شقتك بالتقسيط