الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عدنان الصائغ >> سيرة ذاتية لكاتم صوت >>
قصائدعدنان الصائغ
- -1
- لماذا يلمعني هذا السيد الأنيق
- كل صباح
- وهو يمضي إلى مهمته الغامضة
- *
- -2
- وراءَ زجاجِ احدى المكتبات
- ظلَّ صاحبي يختلسُ النظراتِ إلى وجهِ رجلٍ
- كان يقلّبُ كتاباً
- حين وقعتْ عيناهُ - على مؤخرةِ بنطلونِ صاحبي - ارتبكَ
- هل خافني الرجلُ؟
- سألتُ صاحبي، فلكزني بحذرٍ
- أن أسكتَ
- لكن الرجلَ الذي التفتَ فجأةً إلي ورآني
- اصفّرَ وجهُهُ
- تركَ الكتابَ
- وانسلَّ مسرعاً بين الزحامِ
- تاركاً صاحبي
- يبحثُ عنه بغضبٍ
- *
- -3
- كيف يعرف - سيدي - يا تُرى
- ضحيته
- وسط هذا الحشد من الأعناق
- *
- -4
- ذات مساء
- وبينما كان المطرُ ينهمرُ
- في شوارعِ المدينةِ
- أخرجني من دفءِ جيبهِ
- حركني ببرودِ أعصابٍ
- ووجهني إلى ظهرِ رجلٍ
- كان منحنياً لالتقاطِ شيءٍ لمْ أرْهُ
- إذ تكوّمَ الرجلُ فوقه فجأةً
- بينما اتسعتْ خطواتُ صاحبي
- *
- -5
- بعد سنواتٍ من عملي
- أصبتُ بمرضٍ عضال
- فأخذني صاحبي إلى دكانِ رجلٍ ملطخٍ بالزيتِ
- نظرَ لي طويلاً
- ثم قطّبَ شفتيه بأسفٍ
- متمتماً بأنني لم أعدْ أصلحُ لشيءٍ
- تركني صاحبي بلا رفةِ قلبٍ أو مبالاةٍ
- دون أن يدري أنهم سيرمونه مثلي ذاتَ يومٍ
- *
- -6
- بين كومةٍ من عظام وأشلاء حديدية
- التفتُ بحذرٍ
- رأيتُ حولي عشراتٍ من زملاء المهنة
- بهيئاتٍ وحشرجات مختلفة
- تبادلنا أطرافَ الأحاديثِ قبلَ أنْ ننامَ
- عن جولاتِنا الليليةِ
- عن العيونِ التي أطفأنا فيها البصيصَ
- عن الأعناقِ التي كنا نراها مزهوةً
- ونعجبُ
- كيف ترتجفُ أمامنا فجأةً
- وتتلوى كسنابل في الريحِ،
- بينما كنا نضحكُ
- عن تلك الحياة الشاسعة التي.....
- لم تكن تعني لنا سوى ضغطةِ زناد
المزيد...
العصور الأدبيه