الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عدنان الصائغ >> سماء في خوذة >>
قصائدعدنان الصائغ
- أرتبكتُ أمام الرصاصةِ
- كنّا معاً في العراءِ المسجّى على وجههِ خائفين من
- الموتِ
- جمّعتُ عمري في جعبتي.. ثم قسّمتهُ
- بين طفلي..
- ومكتبي..
- والخنادق
- (للطفولة يتمي ..
- ولا مرآتي الشعرُ والفقرُ..
- للحربِ هذا النزيفُ الطويلُ…
- وللذكرياتِ.. الرماد)
- وماذا تبقى لكَ الآن من عمرٍ
- كنتَ تحملهُ - قلقاً - وتهرولُ بين الملاجيءِ
- والأمنياتِ
- تخافُ عليه شظايا الزمانِ
- قالَ العريفُ: هو الموتُ لا يقبلُ الطرحَ والجمعَ
- فأخترْ لرأسكَ ثقباً بحجمِ أمانيكَ
- هذا زمانُ الثقوبْ…
- أو…
- فأهربِ الآنَ من موتكَ المستحيلْ
- ( - لا مهربٌ…
- هي الأرضُ أضيقُ مما تصورتُ
- … أضيقُ من كفِّ كهلٍ بخيلٍ…
- فمَنْ ذا يدلُّ اليتيمَ على موضعٍ آمنٍ
- وقد أظلمَ الأفقُ..
- وأسودَ وجهُ الصباحْ)
- ولا بأسَ..
- كوّمتُ ما قد تبقى من السنواتِ البخيلةِ
- ثم اندفعتُ…
- - إلى أينَ…؟!
- بينكَ والموتِ فوهةٌ لا تُرى
- وتساؤل طفلين: "- بابا متى ستعودُ..؟ "
- انكفأتُ…
- فصاحَ عريفي: هو الوطنُ الآنَ……
- فأرتجفَ القلبُ من وهنٍ أبيضٍ
- واختنقتُ بدمعةِ ذلي
- يا سماءَ العراقِ.. أما من هواءٍ
- تلفّتُ..
- كانتْ سماءُ العراقِ مثقّبةً بالشظايا
- وكانتْ……
- تعثّرتُ في صخرةٍ
- فرأيتُ حذائي الممزقَ يسخرُ مني…
- (- لا بأسَ…
- فليكتب المتخمون وراءَ مكاتبهم عن… لحومِ
- الوطن)
- في غرفةٍ، قبل عشرين
- كانتْ ترتّقُ - في وجلٍ – بنطلوني العتيقَ
- وتمسحُ ذلتها بالدموع
- - أبي، أين يوميتي…؟!
- الصحابُ مضوا لمدارسهم…
- ( الصحابُ مضوا للرصاص
- والزمن أصم…)
- الصحابُ…
- الصحابُ…
- الصـ...
- سقطتُ…
- فلملمني وطني…
- وركضنا إلى الساتر الأول
- نتحدى معا موتنا
- أيّنا سيخبّيءُ
- – يا وطني -
- رأسَهُ…؟
- ولنا خوذةٌ…
- واحدة
المزيد...
العصور الأدبيه