الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عدنان الصائغ >> حقائب الغد >>
قصائدعدنان الصائغ
- أقولُ: غداً
- سوفَ أشرعُ نافذتي للعصافيرِ
- أرنو إلى شجرِ البرتقالِ،
- يطاولُ جدرانَ بيتي العتيق
- وأدهشُ:
- (.. آهٍ..
- متى كبرَ البرتقالُ
- وأزهرَ رأسي بقدّاحهِ، والهمومِ)
- وأبصرُ وجهي المجعّدَ،
- … يكسرُ حلمَ المرايا…
- التي خدعتني
- (… وكيفَ تسلّقَ جدرانَ قلبي، وشاخَ
- وأغصانُهُ، بعدُ، مثقلةٌ بالندى الحلوِّ
- والزقزقات)
- أقولُ: غداً..،
- سأرتّبُ آثاثَ عمري كما أشتهي
- أنفّضُ عنها غبارَ الشجونْ
- وأمسحُ عنها القلقْ
- وأصنعُ لي فسحةً للهدوءِ،
- وطاولةً للكتابةْ
- (… إلى مَ تظلُّ القصائدُ مثلي مشرّدةً؟
- في المقاهي…
- وأرصفةِ الذكرياتِ
- تقاسمني حزنها
- وأقاسمها البردَ، والجوعَ، والأمنياتِ
- أما آنَ أن نستريحَ معاً…!؟ …)
- أقولُ: غداً…
- سوفَ أجمعُ كلَّ نثاري
- الملمُ ما قد تبعثرَ من كتبي، وعناوينِ صحبي، المواعيدِ،
- أحلامِ عمري (كومضِ النجومِ البعيدةِ…
- أرقبها، تتوهجُ في عتمةِ الليلِ، أو تنطفي في الصباحْ…!)..،
- رمادِ الرسائلِ،
- بوحِ النساءِ،
- الندى…
- أقولُ غدا…
- غدا…
- دا …
- ……
- ويأتي الغدُ
- مثقلاً بالمشاغلِ…
- يتركُ في عتبةِ البابِ، أحزانَهُ والحقائبَ
- (…. كمْ أتعبتني الحقائبُ مثقلةً)
- وكعادتهِ، سوفَ يرنو لخيباتنا، هازئاً، ساخراً
- ثم يمضي…
- بدون اكتراث!
المزيد...
العصور الأدبيه