الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عبدالله البردوني >> طائر الربيع >>
قصائدعبدالله البردوني
- يا شاعر الأزهار و الأغصان
- هل أنت ملتهب الحشا أو هاني
- ماذا تغنّي ، من تناجي في الغنا
- و لمن تبوح بكامن الوجدان ؟
- هذا نشيدك يستفيض صبابة
- حرّى كأشواق المحبّ العاني
- في صوتك الرقراق فنّ مترف
- لكن وراء الصوت فنّ ثاني
- كم ترسل الألحان بيضا إنّما
- خلف اللّحون البيض دمع قاني
- هل أنت تبكي أم تغرّد في الربا
- أم في بكاك معازف و أغاني
- ***
- يا طائر الإنشاد ما تشدو و من
- أوحى إليك عرائس الألحان
- أبدا تغنّي للأزاهر و السنا
- و تحاور الأنسام في الأفنان
- و تظلّ تبتكر الغنا و تزفّه
- من جوّ بستان إلى بستان
- و تذوب في عرش الجمال قصائدا
- خرسا و تستوحي الجمال معاني
- لا الحزن ينسيك النشيد و لا الهنا
- بوركت يابن من فنّان
- ***
- يا بن الرياض – و أنت أبلغ منشد –
- غرّد و خلّ الصمت للإنسان
- واهتف كما تهوى ففنّك كلّه
- حبّ و إيمان و عن إيمان
- دنياك يا طير الربيع صحيفه
- ذهبيّة الأشكال و الألوان
- و خميلة خرسا يترجم صمتها
- عطر الزهور إلى النسيم الواني
- و الزهر حولك في الغصون كأنّه
- شعر الحياة مبعثر الأوزان
- و العشب يرتجل الزهور حوالما
- و يرفّ بالظل الوديع الحاني
- و طفولة الأغصان راقصة الصبا
- فرحا ودنياها صبا و أماني
- و الحبّ يشدو في شفاه الزهر في
- لغة الطيور و في فم الغدران
- و الورد يدمى بالغرام كأنّه
- من حرقة الذكرى قلوب غواني
- ***
- يا طائر الإلهام ما أسماك عن
- لهو الورى و عن الحطام الفاني
- تحيا كما تهوى الحياة مغرّدا
- مترفّعا عن شهوة الأبدان
- لم تستكن للصمت ؛ لم تذغن له
- بل أنت فوق الصمت و الإذغان
- هذي الطبيعة أنت شاعر حسنها
- تروي معانيها بسحر بيان
- ترجمت أسرار الطبيعة نغمة
- أبديّة في صوتك الرنّان
- و عزفت فلسفة الربيع قصيدة
- خضرا من الأزهار و الريحان
- ***
- هذا ربيع الحبّ يملي شعره
- فتنا معطّرة على الأكوان
- يصبو و دنيا الحبّ في أفيائه
- تصبو على إشراقه الفتّان
- الفنّ فنّك يا ربيع الحبّ يا
- سحر الوجود و فتنة الأزمان
المزيد...
العصور الأدبيه