الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عبدالله البردوني >> أغنية من خشب >>
قصائدعبدالله البردوني
- لماذا العدوّ القصي اقرب ؟
- لأن القريب الحبيب اغترب
- لأن الفراغ اشتهى الامتلاء
- بشيء فجاء سوى المرتقب
- لأنّ الملقّن واللاعبين
- ونظّارة العرض هم من كتب
- ***
- لماذا استشاط زحام الرماد ؟
- تذكر أعراقه فاضطرب
- لأن ((أبا لهب)) لم يمت
- وكلّ الذي مات ضوء اللهب
- فقام الدخان مكان الضياء
- له ألف رأس وألفا ذنب
- ***
- لأنّ الرياح اشترت أوجهها
- رجالية والغبار انتخب
- أضاعت ((أزل)) بنيها غدت
- لكلّ دعي كأم وأب
- وأقعت ، لها قلب فاشيّة
- ووجه عليه سمات العرب
- ***
- فهل تلك صنع ؟ يفرّ اسمها
- أمام التحرّي ، ويعوي النّسب
- وراء الستار الظفاري عيون
- صليبية ، وفم مكتسب
- عجوز تئنّ بعصر الجليد
- وتلبس آخر ما يجتلب
- لماذا الذي كان ما زال يأتي ؟
- لأنّ الذي سوف يأتي ذهب
- لأنّ الوجوه استحالت ظهورا
- تفتّش عن لونها المغتصب
- لأنّ المغني أحبّ كثيرا
- كثيرا ، ولم يدر ماذا أحب
- ***
- لماذا تمنّى الظروف الحنين
- فتغري وتعرض غير الطلب
- ***
- تغلّ العواسج في كلّ آن
- وفي كلّ عام يغلّ العنب
- لماذا ، لماذا ركام يمرّ
- ركام يلي دون أدنى سبب ؟!
- ويستنفر الغضب الحمحمات
- قليلا ، ويعتاد يعيى الغضب
- ويحصى الطريق … جدار مشى
- جدار سيمشي ، جدار هرب
- ولا شيء غير جدار يقوم
- بوجهي … وثان يعدّ الركب
- وتحكي ـ أعاجيب من أدبروا
- وجاؤوا ـ شبابيك (بئر العزب)
- ولم يمض شيء يسمّى غريبا
- ولم يأت شيء يسمّى عجب
- لأن الصباح دجى ، والدّجى
- ضحى ، ليس يدري لماذا غرب
- فلا الصدق يبدو كصدق ولا
- أجاد أكاذيبه من كذب
- ***
- لماذا ؟! ويمحو السؤال
- وينسى الجواب اسمه واللّقب
- ويضي المغنّى يديه وفاه
- وشيء يجلمد حسّ الطرب
- فتمضي القوارب مقلوبة
- وتأتي وينسى المحيط الصخب
- ويصحو الغرام يرى أنّه
- على ظهر أغنية من خشب
المزيد...
العصور الأدبيه