الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عبدالقادر مكاريا >> يحدث المستحيل غدًا >>
قصائدعبدالقادر مكاريا
- سوف أُولدُ من رحِم الأمنيات
- كنتُ دومًا أحُطّ على راحتي وردة
- و أقرّرُ أن تتحوّل بيتًا
- أدسّه بين الرّبيع و بيني
- فلا تتدلّى عناقيدُه
- و لا يتذوّقُ طعمَه إلاّ الذين
- يمرّون من ضِفّّة القابعين
- إلى ضفّة من يتقاسم عِطرَ القصيدِ مع الآخرين
- و كنتُ أحققُ ما شئتُ من هذه المعجزات
- لا أظنّ الطّّفولة تكبرُ
- إلا ّبقدرِ الوُصول إلى روْنق العشق
- أو مَنْبت الكلمات
- كنتُ طفلاً أفسّرُ آيَ الوُقوف
- و آيَ الحروف
- أفكّّر في أنْ أطير إذا بلغتْ قامتي
- ضِعف طول الرّصيف
- و أقفزُ حتىّ أطول
- كنت أركبُ رجلي و أعْدو بعيدًا
- و يعدو أماميَ خطّّ الوُصول
- لا أظنّ السّنين التي حملتني
- إلى حيث أجلسُ
- كانت تُقدّر ما سَأقول
- فالنُبوة يُجهل دومًا مداها
- و يجهل أين؟ و كيف ؟
- سيُورق وحيُ الرّسول !؟
- أيّها الواقفون على جُثتي
- أرْكضوا ...
- أرْكضوا ما اِستطعتم
- و اِعبروني إلى ضِفّة لا جنون بها
- لا ذُهول ...
- كان حلمي إذا اِكتملت رحلة المتعبين
- أن أُكسّرَ بيض النّعام
- و أفتلَ منه حِبالاً
- تقودُ إلى مرفإٍ
- يستدلّ به المتعبون
- و يرتاحُ فيه الباحثون عن المتكأ
- أيها الواقفون على جثتي
- خُذوني كما الحلمِ من بعضكم
- و اِصْلبوني على قامَة الفجر
- حتّى يحول الصّدأ
- بعدما عشتُ بينكمُ
- سوف لن أتوقّّعَ غير الخطأ
- أنا آخر الأنبياء
- حكمتي: الإنبهار
- و معجزتي : أن أنبّأكم ما تقوْقَعَ في أنفسكمْ
- و اِختبأ.
- يحدث المستحيل غداً
- و تموت الرّياحين
- من شوقها للنبأ
- في اِنتظار الوصول إلى حكمتي
- قليلاً من الصمت
المزيد...
العصور الأدبيه