الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> سيف الرحبي >> رسالة >>
قصائدسيف الرحبي
- الفجرُ ينتشر في غرفتي كذئبٍ.
- يتقدمه زحف عوائه نحو
- قرية مهجورة.
- الفجر يفرض لياليه ثقيلاً بارداً،
- والساعة تزأر مثل لبؤةٍ في
- مُستنقعات بعيدة،
- يُعربد صداها في الرأس.
- الفجرُ هذه الليلة هكذا
- وأنت غائبةُ عن السرير.
- بائعة فطائر
- دائماً أقطعُ الطريق المؤدي إليها
- وهي ترمق صباحاً يطلع من رأس
- بُحيرةٍ،
- بينما كلبُ المقهى يزداد نباحهُ
- كأنما حدأة ستمزق مضجع الحارة بعد قليل.
- الشاحناتُ عبرتْ في اللحظة حدبة الجسور
- لتستوطن قلبَ مشردٍ (خاصَّة وقت النومِ)
- أراها تهرش اللحم كالطيور الجارحة
- وتختفي في أزقة الشرايين.
- لكن المطر لا يزال ينزل أمام دُكانها وهي
- ترتب الفطائر بهلوسات ملاكٍ.
- * فطيرةُ واحدةُ.
- - 4 فرنكات.
- وتختفي الشاحنات والنباح في
- أنفاق المترو، أستمعُ
- إلى عازف ((الجاز)) الذي لم يعد يتحدثُ
- عن أية أحلام.
- ((كلوشار)) نائمُ، بين تعاريج صرخاته،
- أرى قطيعاً من الثيران
- الوحشية
- تتدفق على الشوارع المأهولة بالقتلى
- تاركة
- بصمة الزمان.
- البراءة الأولى
- براءة الخطوة الأولى،
- بالبراءة نفسها
- تقمصتُ ملاك أوهامي
- وذهبتُ نحو المرأة التي أنقذفتْ
- دهور وجدْها في رأسي
- نحو المرأة التي أحب.
- كان الليلُ يتكوّر مثل قتيل في الحانةِ
- والشارعُ يتلوى جوعاً باحثاً عن
- فريسةٍ، تخترقه بين الفترة والأخرى
- جلبةُ قطارات تشبه لغط ذئاب
- في صحراء، أو هلوسات جيش يحتضرُ
- كنت أعبر الرصيف نحو الضوء
- الذي انفجر فجاة من تحت أضلعي
- شارداً في أزقة الذكرى حيث
- يتسكع السكارى والمشعوذون
- على ضوء الشموع التي أوقدتها
- المرأةُ، التي دوّختني عبر
- القرونِ
- أصعدُ السلم الخشبي الذي طالما
- تدحرجتْ في ثنياته كل طفولةِ
- أيامنا المعّشبة.
- وكما في قصص ((الجنيات)) ينفتح
- البابُ، يقودني ضوءُ أضلعي الشاحبُ،
- وبجرأة عاشق وحيد يهوي وسط
- ظلال الأساطير على سرير الملكة.
- وبالبراءة الأولى، براءة الحُلم التي تلمعُ
- في الليل مثل بريق شفرةٍ لم تستعملْ،
- صرختُ ((إن ما أحضنه كان جثماناً
- للمرأة الغابرة)).
المزيد...
العصور الأدبيه