الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> حمزة قناوي >> مُحاوَرَة >>
قصائدحمزة قناوي
- كانت عيناها تتَجوَّلُ في أعماقي
- عبرَ زِحام القاعة .. والمائدة الخاوية الأطباقْ
- ترقبُ وجهي في جلستيَ المُنطويةِ
- تنبشُ بالأحداقْ ..
- .. في طَيَّاتِ الرُّوحِ
- عساها تكشفُّ سِرَّاً يبرقُ في عينيَّ
- وتُخفيهِ الأعماقْ
- كنتُ أُراوِغُ مِخلبَ عينيها
- حتَّى جاءت
- مَرَّت عبرَ الحَشد كموسيقى تنقِلُها الرِّيحُ إليَّ
- مَضت تسألُني
- - لا أعرِفُكَ .. فَمَن أنتَ ومِن أينَ أتيت ؟
- يا سيِّدتي طيفٌ عابِرْ
- جِئتُ على مَتنِ السُّحُبِ العابرة فضاءاتِ الأيام
- حتَّى أهرُبَ من وحشةِ روحي بعض الوقت
- لا تتلاعب بالكَلِمات
- أراكَ تُحِبُّ امرأةً .. وتحاولَ أن تُخفي هذا العِشقَ الآن !
- يا سيِّدتي لم تعشِقني من زمنٍ إلا الأحزان
- ولم يتَجوَّل في أعطافِ القلبِ شُعاعيْ حُبٍّ منذُ زمان !
- - أنتَ تُراوِغ !
- عيناكَ الشَّارِدتانِ تشي بالعِشق
- بامرَأةٍ يتراقَصُ طيفُ مفاتِنِها خَلْفَ شُرودِكَ
- وتُضيءُ بِلَمسِِ أَنَامِلِهَا أَعْمَاقَ الرُّوْح !
- - سيِّدتي إني …
- - أنتَ تُضَلِّلُني !
- إني أشرُدُ خلف الذَِكرى حين تُباغِتُ قلبي بِنِصالِ مرارتِها
- ذكرى الأيام الخرساء تمُرُّ على جِسرِ العُمرِ بِعرباتٍ سوداء ..
- .. فتسقطُ تحتَ العجلاتِ الأقدام
- ذِكرى العشق الأول
- تتفتَّحُ أوراقُ القلبِ الخضراءَ لِمَرْآهُ
- إلى أن تَذبُلَ ..
- حين يُحّلِّقُ مُرْتَحِلاً لِنداءِ ظلام
- ذِكرى خُضر الأيِّام
- نثَرَتهَا الرِّيحُ وداسَتْهَا الأقدام
- - إني لا أفهم !
- كيفَ تُشَدُّ لهذا التيهِ وأنتَ وقفتَ أمام ممالكَ حُسني !
- ألا يُبهِرُكَ جمالي ؟
- ألا أُلهِمُكَ ؟
- - مالي والإلهام ؟
- يا سيدتي .. لا يَعْرِفُ كيفَ يُحَلِّقُ بسمواتِ العشق
- .. من ائتَلَفَ الآلام
- فدعيني في ملكوتِ شرودي
- طيفاً يرحلُ خلفَ غيومِ الذِّكرى حين تُلَوحُ
- وعودي للأضواء ..
- .. تُرَاقَصُ بين كئوس المدعوين على صَخبِ الأنغام !
- يا سيِّدتي
- لا يشغلُني العِشقُ الحالِمُ والإلهام
- يشغلُني أن أجِدَ خَلاصاً
- يعتقني من أَسْرِ العُمرِ
- لأُفلِتَ من مُرِّ الأيَّام
المزيد...
العصور الأدبيه