الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> تركي عامر >> ينظف التاريخ قبل النوم >>
قصائدتركي عامر
ينظف التاريخ قبل النوم
تركي عامر
- عصفورٌ في قفص،
- حُلُمٌ مبحوح
- يتصفّحُ العالم
- بكبسةِ زرّ.
- يقرأ
- ما يَرِد.
- يَرُدُّ باهتمامٍ
- واحترام .
- عذرًا،
- قافيةٌ فرَّتْ
- من بينِ الأصابع،
- رغمًا عن حبّي
- للورقةِ الجديدة.
- نَسِيتُ أن أقبّعَ القلم
- بواقٍ لمنعِ القملِ
- هذا المساء.
- فلتعذرْنِي العصافير،
- ولينفلقْ
- أعداءُ الإجهاض.
- لكن، لا
- لإخصاءِ حصانِ الرّيح،
- لو أجهزَت السّماءُ
- على الأرض.
- يكتب
- لمن يظنُّهُم ...،
- ولا يردُّ إلاّ نفرٌ
- من ميّتيَنَ طيّبين.
- ومتماوتون،
- يوغلونَ في صمتٍ
- مشغولٍ باليد،
- يختلقُ لهم الأعذار:
- ربّما
- تعذّرَ الاتّصال.
- هدَّهُم تَعَب.
- نفدَتْ سجائرُهُم
- فخرجُوا.
- عادوا
- إلى الحياة.
- أو ربّما
- وافَتْهُم المنيّة
- أمامَ الشّاشة،
- ولم يخرجْ أحد
- ليدفنَهم
- بعدَ أن قرأَ عليهِم
- سورةَ "آل وندوز".
- ينثرُ رمادَ روحِه،
- هناكَ أو هنا.
- بحرٌ يرحّب:
- الصّمتُ قاعةٌ واسعة
- تتّسعُ لأكثرَ من صوت.
- آخرُ يمعنُ في الرّفض،
- ولا يفسِّر.
- يحمدُ اللهَ أنّه ليس لاجئًا.
- قرويٌّ ساذج،
- يقرأ
- ما تقعُ عليهِ الفأرة.
- يصدّق
- ما يقولُه المزارُ البعيد
- بحبرٍ ميّت.
- يَرى ما يُرى
- بعينِ حليبِ الأمّ .
- يضربُ كَشَحًا
- عمّا لا يُرى
- إلاّ في الأحلام .
- فلماذا، إذن،
- قبلَ أنْ ينام ،
- (قافيةٌ أخرى)
- يمسحُ المحفوظات
- وكلماتِ السّرّ
- والنّماذج؟!
- ويحذفُ الملفّاتِ المؤقّتة
- وملفّاتِ تعريفِ الارتباط ؟!
- ينظّفُ التّاريخ
- لينام ،
- ولا ينام ...
- (قافيةٌ أخيرة
- قبلَ النّوم).
المزيد...
العصور الأدبيه