الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدوي الجبل >> ظمأ الى السراب >>
قصائدبدوي الجبل
- يرافقني سرابك أريحيّا
- فأغمر بالرحيق و بالملاب
- سراب أسمر القسمات هان
- نديّ اللمح ورديّ الحباب
- يزوّق لي الرّمال جنى و ظلاّ
- و يغمز بالكؤوس و بالشراب
- و قطّف ما ينور من طيوف
- على أجفان ناهدة كعاب
- و علّل بالرجاء فكان أحنى
- عليّ من الأحبّة و الصحاب
- محا حقد الهجير على الصحارى
- و وحدتي المريرة و اغترابي
- فيا نعمى القلوب و لا أداري
- و يا نعمى العيون و لا أحابي
- سرابك رحمة و منى حسان
- سكبن طيوبهنّ على عذابي
- أحثّ خطاي في اللّهب المدمّى
- إلى أفيائه الخضر الرطاب
- سقى عيني متارفه و روّى
- ظماء الرمل بالنطف العذاب
- فلو كان الشباب كما عهدنا
- و هبت جزاء نعمته شبابي
- بكيت من السراب فحين ولّى
- و أوحدني . بكيت على السراب
- و أشقاني اليقين فيا حنيني
- إلى الخدع المنضّرة السوابي
- مغان للسراب خفين إلاّ
- طيوف الجنّ في الةهج المذاب
- أتمحو يا سراب خطاك ... هوج
- مواح للمعالم و القباب
- يدلّ على خطاك شذا و حبّ
- فأرشف ما وطئن من التراب
- سقى اللخ السراب وفاء قلبي
- و عطر سريرتي و صبا ربابي
- و نضّره بأندى من دموعي
- و دللّه بأنعم من عتابي
- بما بين الجوانح من حنين
- ملحّ في الشهود و في الغياب
- بنار تدلّهي ، برؤى جنوني
- بإيماني بحبّك ، بارتيابي
- بوجهك و هو نور في صلاتي
- بهمسك و هو ورد في كتابي
- بعزّة لوعتي ، بحياء حزني
- بسكري عند لمحك و اضطرابي
- بأنداء الصّباح منمنمات
- بما سكب الربيع على الروابي
- سقى الله السراب منى بروحي
- على الحرمان زاخرة العباب
- فيصبح و هم نعمته يقينا
- و تستغني الرمال عن السحاب
- و تلثم ما أسبّح من شفاه
- و ترشف ما أقدّس من رضاب
- ***
- هواي سجيّة و شباب قلب
- و جلّ صبا القلوب عن التصابي
- خضبت بلون سمرتك المصفّى
- حياتي و المحبّب من رغابي
- و لامك عندنا قوم و عابوا
- يجلّ النور عن لوم و عاب
- و أنت النور في عيني و قلبي
- على حاليك من شهد و صاب
- سريرتك الضياء بلا غروب
- و عيناك الغيوب بلا حجاب
- وقفت بباب جاهك مطمئنا
- كأنّ الدّهر و الدنيا ببابي
المزيد...
العصور الأدبيه