الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدوي الجبل >> إلى أستاذي مصطفى الغلاييني >>
قصائدبدوي الجبل
إلى أستاذي مصطفى الغلاييني
بدوي الجبل
- أتسمع أنّه صوت الشباب
- فدته النفس من داع مجاب
- و ما غير الشباب حمى عزيز
- يرجّى للثواب و للعقاب
- أبا النشء الجديد بنيت نشأ
- من الأخلاق و الأدب اللباب
- هنيئا ما أصابك من خطوب
- و ما لاقيت من محن صعاب
- و ما غالبت من زمن و ناس
- و أنت الليث ينهد للغلاب
- و أعوام الشبيبة و هي تطوى
- على شمل شتيت و اغتراب
- تجاهر بالحقيقة لا تداري
- و تصدع بالنصيحة لا تحابي
- تعهّدت الشباب فمن قصيد
- سقيت به البيان إلى كتاب
- دعوتهم إلى الفصحى فلبّوا
- و بورك في الدعاء المستجاب
- جلوت فتونها فهفوا إليها
- و فلّت حدّة النّفر الغضاب
- و ما اختلفوا على الأنساب إلاّ
- هديتهم إلى النسب القراب
- تؤلّف بينهم و تذود عنهم
- ذياد الليث عن أشبال غاب
- ***
- أتذكر في الشام لنا عهودا
- معطّرة كأنفاس الكعاب
- بدمّر لا السفوح معطّلات
- من الغزل النديّ و لا الروابي
- و هل عند الخمائل ما قطفنا
- من الفتن المنوّرة العذاب
- نطوّف ما نطوّف ثمّ نأوي
- إل أفنانها النضر الرطاب
- و ننشدها النسيب على ذبول
- فيغنيها النسيب عن الرباب
- ورود الشام تسكرها القوافي
- و تهفو للتوجّع و العتاب
- و تطرب للنديّ من المعاني
- فتجزي بالظلال ز بالملاب
- لئن نضرت خمائلها فإنّي
- خلعت على خمائلها شبابي
- و ودّعت الصبى فيها حميدا
- و رحت أغشّ قلبي بالتّصابي
- أحنّ إلى شبابي حين أهفو
- إلى تلك المعالم و القباب
- و من ينعم بصحبته فإنّي
- جنى مرّ الإباء على صحابي
- لدات طفولتي ذهبوا تباعا
- و عاقتني الخطوب عن الذهاب
- أسائل عنهم فأرى وجوما
- فأغضي ، قد عثرت على الجواب
- و أسمع للقبور صدى وجيعا
- حنين الغائبين إلى الإياب
- سقى تلك القبور دمي و دمعي
- و جلّ القبر عن سقيا السحاب
- و من فوق التراب فدى بدور
- خبا لألآؤها تحت التراب
- ***
- أتعذلني و قلبي في وجيب
- من الذكرى و دمعي في انسكاب
- فديتك إن بكيت أسى و ذكرى
- فهذا الدمع لم يك في حسابي
- و عيدك بهجة الدنيا عليه
- رواء من شمائلك السوابي
- صحبتك في الشام و كنت برّا
- تخاطبني و تلطف في خطابي
- تعلّمني الوسيم من القوافي
- و تهديني القويم من الشّعاب
- و تكرم مشهدي و تذود عنّي
- إذا الحسّاد أنطقها غيابي
- فتاك و إن تأوّلت الأعادي
- و لجّت في أذاي و في اغتيابي
- و غسّان العلى قومي و لكن
- إلى أدابك الغرّ انتسابي
- ***
المزيد...
العصور الأدبيه