الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدوي الجبل >> أهوى الشام >>
قصائدبدوي الجبل
- قف بالشام مسائلا آثارها
- مرحى لمن أمّ الشام و زارها
- أهوى أزهارها . أحنّ لعهدها
- أشتاق بلبلها ، أحبّ هزارها
- قضّيت أيّامي القصار بظلّها
- جادت مدامع مقلتيّ قصارها
- أفدي مهفهفة القوام أسيرة
- تشكو القيود فمن يفكّ إسارها
- غلّوا الأسود الصيد من أبطالها
- في الغوطتين و حجّبوا أقمارها
- و كسوا مناكبها فلا أنجادها
- تركوا لقاطنها و لا أغوارها
- ***
- هذي الشام فحيّ ليث عرينها
- يوم النزال لبابها مختارها
- إن كان قد هجر الشام فإنّه
- أبكى الشام و هزّها و أثارها
- حزنت قبور الفاتحين و أطلقت
- حمر الدموع و أرسلت مدرارها
- و بكت غياض الغوطتين أما ترى
- أنّ المدامع بلّلت أزهارها
- يا ابن الصناديد الألى قد عفّروا
- هام الملوك و نكّسوا جبّارها
- ألموقدي نار الضيافة أرسلت
- مثل الجبال الراسيات شرارها
- من كلّ وضّاح الجبين مغامر
- يغشى المعامع مستثيرا نارها
- كأس المنيّة في فرند حسامه
- فإذا التقت حلق البطان أدارها
- قد أرقلت بك في الخضمّ مطيّة
- هوجاء ما نكث الخضمّ مغارها
- ظمأى تسير على الخضمّ مجرجرا
- سير الذلول و لا تبلّ أوارها
- فإذا بلغت الغرب و هو ممالك
- بالسيف تمنع مجدها و ذمارها
- رفعت على حدّ السيوف عروشها
- و بنت بأشلاء الضعاف ديارها
- قل إن جلست مخاطبا طاغوتها
- و محاورا في بغيه جزّارها
- ما للشام نسيتم ميثاقها
- و خفرتم بعد العهود جوارها
- قرّبتم للطيّبات عبيدها
- و حرمتم حتّى الكرى أحرارها
- عزّ العزاء فكفكفوا عبراتها
- و خلا النديّ فأطلقوا أطيارها
- ***
- لا تكذب الأمم القويّة ، إنّها
- باسم الحضارة ثقّفت خطّارها
- و لتهنأ الأمم القوية . إنّها
- قد أدركت ممّن تخادع ثارها
- قالت : لقد بلّغتكم أوطاركم
- و هي التي بلغت بنا أوطارها
- يا عصبة الصيد الغطاريف الألى
- حفظوا الجدود و خلدوا آثارها
- هذي سيوف الفاتحين من البلى
- قذ صنتم أجفانها و شفارها
- جدّدتم عهد الحفاظ لأمّة
- الله طهّر خيمها و نجارها
- ارجعتم صور العروبة غضّة
- فكأنكم ارجعتم إعصارها
- و بعثتم أمم الجزيرة بعدما
- طويت و حلل فذكم أطوارها
- أنطقتم الصّور الجماد فخبّرت
- عن شأنها و رويتم أخبارها
- و سللتم صمصامها من غمده
- متألّقا و جلوتم دينارها
- و رفعتم ركن القضية عاليا
- بجهادكم و كشفتم أسرارها
- ***
- مرحى لناشئة الشام و مرحبا
- بالنشء إن عثرت أقال عثارها
- ألناهضين ليمنعوا ميراثها
- و يجدّدوا علياءها و فخارها
- هذي الرّبوع سررتم غيّابها
- بجهادكم و حرستم حضّارها
- أسهرتم جفن العدوّ و رحتم
- ندمان كلّ فضيلة سمّارها
- أرجعتم صور العروبة غضّة
- فكأنّكم أرجعتم عصارها
- و رفعتم ركن القضيّة عاليا
- بجهادكم و كشفتم أسرارها
- و أرى العدوّ دعاكم أغرارها
- أفدي الذين دعاهم أغرارها
- لا تفنطوا فلقد غرستم جنّة
- تجني أكفّكم إذا أثمارها
- و خذوا شعاركم القلى لعصابة
- تخذت مولاة الغريب شعارها
- نسيت عروبتها و لم تعشق بها
- مئناف جنّات الحمى معطارها
- أغفت على أعذارها ، فتريّثوا
- ألله ليس بقابل أعذارها
- حسب العروبة أنّكم لبّيتم
- يوم النداء و كنتم أنصارها
- بردى أدار عليكم صهباء
- و جلت عرائسه لكم نوّارها
- و اخجلتي للناكرين جميلها
- و الثالمين مع العدوّ غررها
- عقّوا البنين و ما سمعت بناقة
- وطئت على مهد الصعيد حوارها
المزيد...
العصور الأدبيه