الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدوي الجبل >> حيرة النفس >>
قصائدبدوي الجبل
- شجاها من عهودك ما شجاها
- وجنّ الليل فأدركت أساها
- هفت لشبابها و صبت إليه
- ورقّ لها النصيح فما لحاها
- و هيهات الشباب و أين منه
- منى للنّفس تعثر في وجاها
- كبا و ركائب الأعوام فيه
- من العشرين لم تنقل خطاها
- أيخذلني الشباب ضنى و سقما
- أفول الشمس تغرب في ضحاها
- و ما عذر الشباب كبرت فيه
- و لي نفس فتيّات مناها
- سقاها من سلافته كؤوسا
- و حنّت للمزيد فما سقاها
- يراخي بالعنان لها وريدا
- فإن وثبت لغايتها ثناها
- و تدعوها الفتون و هنّ سحر
- فتطرق لا تلبّي من دعاها
- تريد و لا يرد و كلّ نفس
- يجاريها الشباب على هواها
- يريها للمنى صورا ملاحا
- فما همّت بها إلاّ أباها
- فبا ظلّ الشباب أتتك غرثى
- فكان أذى القطيعة من قراها
- أطلّت هوانها فاذهب حبيبا
- رعته على المغيب و ما رعاها
- و ضمّ إليك عقدك و هو درّ
- لأزين من سوارك معصماها
- معذّبة إذا لمحت جمالا
- هفت و جدا و عاودها ضناها
- و تنشد حبّها الأسمى و تأوي
- إذا عيي السهاد إلى كراها
- فتلمح في الرؤى حسنا طريفا
- و جلّ الحسن تخلقه روءاها
- تبّنته فجاء يهزّ عطفا
- ببردتها و يخطر في حلاها
- و كدت و سحره سحر خفيّ
- أرى فيه المحبّب من صباها
- ***
- هداها الله من حيرى أضاعت
- لبانتها و بارك من هداها
- نسائل عن أخيها من تلاقي
- و كلّ أخيّة وجدت أخاها
- و أحسب أنّه أغفى كلالا
- و مرّت في الظلام فما رآها
- أأخت الدّوح حسبك لا تغنّي
- فأخت السّرب قد فقدت طلاها
- ***
- و يا نفسي عبدتك عن يقين
- و حسبي قد عبدت بك الإلها
- أحبّ الحسن في الحدق الرّواني
- و في ثغر الفتاة و في لماها
- و في عطف يثير هوى ملحّا
- إذا رفّت عليه ذوءابتاها
- و في نهدي منعّمة لعوب
- و في ماء الخدود و في لظاها
- و في ضحك الطفولة و هو سحر
- و في مرح الصّغار و في دماها
- أعانق قامة فيه و غصنا
- و ألثم فيه سالفة وفاها
- برئت إلى الحقيقة من غواة
- تفرّ من الصباح إلى دجاها
- تريد رضاك تقييدا و أسرا
- و أين رضاك ربّي من رضاها
- و أنكر قدرة الخلاّق روح
- رأى صور الجمال و ما اشتهاها
- لمن جليت بزينتها عروسا
- و فيم أحبّها و لمن براها
- ***
- عبدتك في الجمال و لا أبالي
- ضلال النفس ذلك أم هداها
- ففي نفسي جحيمك من سيصلى
- بها لشقائه و من اصطلاها
- و في نفسي السماء و فرقداها
- و من سمك السماء و من رقاها
- و هل من أنّة خفيت و دقّت
- أسى إلاّ و في نفسي صداها
- فيا لك من عمى و سلمت عينا
- لو اختارت لما تركت عماها
- و يا لك حيرة عرضت لموسى
- فضلّ سبيل غايتها و تاها
- أراد جلاءها نفر كريم
- فجلّلها الغموض و ما جلاها
- فتحت سريرتي صفحات نور
- و قد خبر الصحيفة من تلاها
- و زحزحت الحجاب عن الخفايا
- و قلنا شقوة بلغت مداها
المزيد...
العصور الأدبيه