الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدوي الجبل >> الرّوح الثائرة >>
قصائدبدوي الجبل
- أملّت ضجيج الحياة ففرّت
- تريد الحياة بظلّ السكون
- تغاف القصور و جنّاتها
- و تأوي إلى دوحة الزيزفون
- فتشرب ماء الغدير نقيّا
- و تسكر من أرج الياسمين
- و تسمع لحن الطيور شجيّا
- رقيقا على مائسات الغصون
- فتذكر عالم قدس نمت
- به حرّة بين حور و عين
- هيولي تفيض ضياء مبينا
- طليقا تراه جميع العيون
- و تذكره عالما طاهرا
- قضت في رباه ألوف السنين
- تحنّ إليه و ماذا يفيد
- بعيد الأحبّة طول الحنين
- لقد ذكرته فما كفكفت
- بيمنى يديها عقود الشؤون
- بكت و هي في سجنها حرّة
- و لا عجب من بكاء السجين
- ***
- حنوت عليها و قد بكّرت
- لتتلو كتاب الحياة القديم
- فقلت لها : مزّقيه كتابا
- يثير الشجون و يذكي الهموم
- فإنّ الشقيّ يزيد شقاء
- إذا راح يذكر عهد النّعيم
- مقيّدة أنت صاغ القيود
- ليمناك كفّ القضاء الأثيم
- تريدين منّي نسيم عليلا
- و هيهات عزّ علينا النسيم
- تريدين منّي نسيم الجنان
- نقيّا .. و هذا نسيم الجحيم
- فلا تنشقيه ففيه سموم الهجير
- و من ذا يطيق السموم
- ***
- عذرتك فرّي من الأرض و ابغي
- هناك المقام الرفيع الكريم
- بقرب النجوم فإنّ الحياة
- معطّرة الدنّ بين النجوم
- و لا ترحمي الجسم فهو تراب
- يعود لمعدنه بعد حين
- ***
- غدا هو بين الربى زهرة
- كستها الطبيعة لون الشروق
- يقبّلها الصبح في ثغرها
- و يلثم في شفتيها العقيق
- و تسري الصّبا من بعيد إليها
- و قد هوّن الحبّ حزن الطريق
- إلى أن تمرّ عليها فتاة
- فتنزعها نزع برّ رفيق
- و تنزلها منزلا هانئا
- على النّور لا يشتكى فيه ضيق
- فحينا تقبّل نهدا و حينا
- تقبّل خدّا يلون الشقيق
- و تبعثها بعد ذاك رسولا
- يؤدّي رسالة صبّ مشوق
- فنعم الرسالة بين العشيقة
- ذات الدلال و بيت العشيق
- فيا روح من بين تلك النجوم
- أطلي عليها و لا تنكريني
- ***
- أطلّي عليها و قد أشرقت
- على صدر خود عروس و ساما
- أطلّي عليها و قد ألقيت
- بقايا شذا ثمّ عادت رغاما
- أطلّي عليها رفيقا قديما
- و قولي سلاما تردّ السلاما
- ألا و اذكري عهدنا و اذكري
- زمانك في الأرض عاما فعاما
- أأنكرت شكلا جديدا لجسم
- غدا لك قيل الفناء مقاما
- و أنكرت ألوانها جمّة
- و عطرا نديّا كعطر لخزامى
- فلا تعجبي إنّ هذا الذبول
- بأوراقها كان فيّ سقاما
- و ذا الاحمرار دموعي
- و هذا الشذا كان فيّ غراما
- و أفناني الدهر إلا شقاء
- تأبى عليه و إلاّ هياما
- تلاشيت في هذه الكائنات
- و لم يتلاش إليك حنيني
المزيد...
العصور الأدبيه