الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أبو القاسم الشابي >> يَقُولونَ: «صَوْتُ المُسْتَذِلِّين خَافِتٌ >>
قصائدأبو القاسم الشابي
يَقُولونَ: «صَوْتُ المُسْتَذِلِّين خَافِتٌ
أبو القاسم الشابي
- يَقُولونَ: «صَوْتُ المُسْتَذِلِّين خَافِتٌ
- وسمعَ طغاة الأرض "أطرشُ" أضخم
- وفي صَيْحَة ِ الشَّعْبِ المُسَخَّر زَعْزَعٌ
- تَخُرُّ لَهَا شُمُّ العُرُوشِ، وَتُهْدَمُ
- ولعلة ُ الحقّ الغضوضِ لها صدى ً
- وَدَمْدَمَة ُ الحَربِ الضَّروسِ لَهَا فمُ
- إذَا التَفَّ حَوْلَ الحقِّ قَوْمٌ فَإنّهُ
- يُصَرِّمُ أحْدَاثُ الزَّمانِ وَيُبْرِمُ
- لَكَ الوَيْلُ يَا صَرْحَ المَظَالمِ مِنْ غَدٍ
- إذا نهضَ المستضعفونَ، وصمّموا!
- إذا حَطَّمَ المُسْتَعبِدُونَ قيودَهُمْ
- وصبُّوا حميمَ السُّخط أيَّان تعلمُ..!
- أغَرّك أنَّ الشَّعْبَ مُغْضٍ عَلَى قَذًى
- وأنّ الفضاءَ الرَّحبَ وسنانُ، مُظلمُ؟
- ألاّ إنَّ أحلام البلادِ دفينة ٌ
- تُجَمْجِمُ فِي أعْماقِهَا مَا تُجَمْجِمُ
- ولكن سيأتي بعد لأي نشورها
- وينبث اليومُ الذي يترنَّمُ
- هُوَ الحقُّ يَغْفَى .. ثُمَّ يَنْهَضُ سَاخِطاً
- فيهدمُ ما شادَ الظلاّمُ، ويحطمُ
- غدا الرّوعِ، إن هبَّ الضعيف ببأسه،
- ستعلم من منّا سيجرفه الدمُّ
- إلى حيث تجنى كفَّهُ بذرَ أمسهِ
- وَمُزْدَرعُ الأَوْجَاع لا بُدَّ يَنْدَمُ
- ستجرعُ أوصابَ الحياة ، وتنتشي
- فَتُصْغِي إلى الحَقِّ الذي يَتَكَلَّمُ
- إذا ما سقاك الدهرُ من كأسِهِ التي
- قُرَارَتُها صَابٌ مَرِيرٌ، وَعَلْقَمُ
- إذا صعق الجبّارُ تحتَ قيوده
- يُصِيخُ لأوجاعِ الحَياة ِ وَيَفْهَمُ!!
المزيد...
العصور الأدبيه