الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أبو القاسم الشابي >> أَزَنْبَقَة َ السفْح! مالي أراكِ >>
قصائدأبو القاسم الشابي
- أَزَنْبَقَة َ السفْح! مالي أراكِ
- تَعَانِقُكِ اللَّوْعة ُ القَاسِيه؟
- أفي قَلْبكِ الغضِّ صوتُ اللهيب،
- يرتِّل أُنْشُودَة َ الهاويهْ؟
- أَأَسْمَعَكِ اللَّيلُ نَدْبَ القُلوبِ
- أأرشفكِ الفجرُ كأسَ الأسى ؟
- أَصَبَّ عليكِ شُعَاعُ الغروبِ
- نجيعَ الحياة ، ودمعَ المسا؟
- أأوقفكَ الدهرُ حيث يُفجِّـ
- ـرُ نوحُ الحياة صُدوعَ الصدور؟
- وَيَنبَثِقُ الليل طيفاً، كئيباً
- رهيباً، ويخفقُ حُزْنُ الدهورْ؟
- إذا أضرتكِ أغاني الظلامِ
- فقد عذَّبَتْني أغاني الوجومْ
- وإن هجرتكِ بناتُ الغيوم
- فقد عانَقَتْني بناتُ الجَحيمْ
- وإنْ سَكَبَ الدَّهْرُ في مِسمِعيْكِ
- نَحِيبَ الدُّجَى ، وأنينَ الأملْ
- فقد أجّجَ الدهرُ في مُهْجتي
- شُواظاً من الحَزَن المشتعل
- وإن أرشفتْكِ شفاهُ الحياة
- رُضابَ الأسى ، ورحيقَ الألم
- فإنِّي تجرّعتُ من كفِّها
- كُؤوساً، مؤجَّجة ً، تَضْطَرِمْ
- أصيخي! فما بين أعشار قلبي
- يرِفّ صدى نوحِكِ الخافت
- معيداً على مهجتي بحفيف
- جَنَاحَيْهِ صَوْتَ الأسى المائتِ
- وقد أترع الليلُ بالحب كأسى
- وشعشعها بلهيب الحياة
- وجرّعني من ثُمالاتِه
- مرارة َ حُزْنٍ، تُذيبُ الصَّفاة ْ
- إليَّ! فقد وحّدت بيننا
- قَسَاوة ُ هذا الزّمان الظَّلُومْ
- فقد فَجَّرتْ فيَّ هذي الكُلومَ
- كما فجّرت فيكِ تلك الكلوم
- وإنْ جَرَفَتْنِي أكفُّ المنونِ
- اللحْد، أو سحقتكِ الخُطوبْ
- فَحُزْني وَحُزْنُكِ لا يَبْرَحَانِ
- ألِيفيْنِ رغمَ الزّمان العَصيبْ
- وتحت رواقِ الظَّلامِ الكَئيبِ
- إذا شملَ الكونَ روحُ السحَرْ
- سيُسمَع صوتٌ، كلحن شجيٍّ
- تطايَرَ من خَفَقات الوترْ
- يردِّدُه حُزنُنا في سكون
- على قبرنا، الصّامتِ المطمئن
- فَنَرقُد تَحْتَ التُّرابِ الأصمِّ
- جميعاً على نَغَمَاتِ الحَزَنْ
المزيد...
العصور الأدبيه