الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أبو القاسم الشابي >> يا عذارى الجمال، والحبِّ، والأحلامِ، >>
قصائدأبو القاسم الشابي
يا عذارى الجمال، والحبِّ، والأحلامِ،
أبو القاسم الشابي
- يا عذارى الجمال، والحبِّ، والأحلامِ،
- بَلْ يَا بَهَاءَ هذا الوُجُودِ
- قد رأَيْنا الشُّعُورَ مُنْسَدِلاتٍ
- كلّلَتْ حُسْنَها صباحُ الورودِ
- ورَأينا الجفونَ تَبْسِمُ..، أو تَحْلُمُ
- بالنُّورِ، بالهوى ، بِالنّشيدِ
- وَرَأينا الخُدودَ، ضرّجَها السِّحْرُ،
- فآهاً مِنْ سِحْرِ تلكَ الخُدود
- ورأينا الشِّفاه تبسمُ عن دنيا
- من الورد غضّة ٍ أملُود
- ورأينا النُّهودَ تَهْتَزُّ، كالأزهارِ
- في نشوة الشباب السعيدِ
- فتنة ٌ، توقظ الغرام، وتذكيه
- وَلكنْ مَاذا وراءَ النُّهُودِ
- ما الذي خلف سحرها الحالي، السكران،
- في ذلك القرارِ البعيدِ..؟
- أنفوسٌ جميلة ٌ، كطيور الغابِ
- تشدوُ بساحر التغريدِ
- طاهراتٌ، كأَنَّها أَرَجُ الأَزَهارِ
- في مَوْلِدِ الرّبيعِ الجَديد؟
- وقلوبٌ مُضيئة ٌ، كنجوم الليل
- ضَوَاعة ٌ، كغضِّ الورودِ؟
- أم ظلامٌ، كأنهُ قِطَعُ الليل،
- وهولٌ يُشيبُ قلبَ الوليدِ
- وخِضَمُّ، يَمُوج بالإثْمِ والنُّكْ
- رِ، والشَّرِّ، والظِّلالِ المَديدِ؟
- لستُ أدري، فرُبّ زهرٍ شذيِّ
- قاتل رغمَ حسنه المشهودِ
- صانَكنَّ الإلهُ من ظُلمة ِ الرّوحِ
- وَمِنْ ضَلّة الضّميرِ المُرِيدِ
- إن ليلَ النّفوسِ ليلٌ مُريِعٌ
- سرمديُّ الأسى ، شنيع الخلودِ
- يرزَحُ القَلْبُ فيه بالأَلَم المرّ،
- ويشقي بعِيشة المنكودِ
- وَربيعُ الشَّبابِ يُذبِلُهُ الدُّهْرُ،
- ويمضي بِحُسْنِهِ المَعْبُودِ
- غيرَ باقٍ في الكونِ إلا جمالُ
- الرُّوح غضًّا على الزَّمانِ الأَبيدِ
المزيد...
العصور الأدبيه