الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أبو القاسم الشابي >> تَبَرَّمْتَ بالعيشِ خوفَ الفناءِ >>
قصائدأبو القاسم الشابي
- تَبَرَّمْتَ بالعيشِ خوفَ الفناءِ
- ولو دُمْتَ حيَّا سَئمتَ الخلودْ
- وَعِشْتَ على الأرضِ مثل الجبال
- جليلاً، غريباً، وَحيد
- فَلَمْ تَرتشفْ من رُضابِ الحياة
- ولم تصطبحْ منْ رحيقِ الوُجود
- ولم تدرِ ما فتنة ُ الكائناتِ
- وما سحْرُ ذاكَ الربيعِ الوَليد
- وما نشوة ُ الحبّ عندَ المحبِّ
- وما صرخة ُ القلبِ عندَ الصّدودْ
- ولم تفتكرْ بالغدِ المسترابِ
- ولم تحتفل بالمرامِ البعيدْ
- وماذا يُرجِّي ربيبُ الخلودِ
- من الكون-وهو المقيمُ العهيد-؟
- وماذا يودُّ وماذا يخافُ
- من الكونِ-وهو المقيمُ الأبيد-؟
- تأمَّلْ..، فإنّ نِظامَ الحياة ِ
- نظامُ، دقيقٌ، بديعٌ، فريد
- فما حبَّبَ العيشَ إلاّ الفناءُ
- ولا زانَهُ غيرُ خوْفِ اللحُود
- ولولا شقاءُ الحياة ِ الأليمِ
- لما أدركَ النَّاسُ معنى السُّعودْ
- ومن لم يرُعْه قطوبُ الديَاجيرِ
- لَمْ يغتبطْ بالصّباح الجديدْ
المزيد...
العصور الأدبيه