الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> عبيدة بن الابرص >> يا أيها السائل عن مجدنا >>
قصائدعبيدة بن الابرص
- أمِنْ رُسُومٍ نأيُهَا ناحِلُ،
- وَمِنْ دِيارٍ دَمْعُكَ الـهَامِلُ
- أجَالَتِ الرّيحُ بِهَا ذَيْلَهَا
- عاماً وَجَوْنٌ مُسْبِلٌ هاطِلُ
- ظِلْتُ بِهَا كَأنّني شَارِبٌ
- صَهْبَاءَ مِمّا عَتّقَتْ بابِلُ
- بَلْ ما بُكاءُ الشّيْخِ في دِمْنَةٍ،
- وَقَدْ عَلاهُ الوَضَحُ الشّامِلُ
- أقْوَتْ مِنَ اللاّئي هُمُ أهْلُهَا،
- فَمَا بِهَا إذْ ظَعَنُوا آمِلُ
- وَرُبّمَا حَلّتْ سُلَيْمَى بِهَا،
- كَأنّهَا عُطْبُولَةٌ خَاذِلُ
- لَوْلا تُسَليّكَ جُمَالِيّةٌ
- أدْماءُ، دامٍ خُفُّها، بازِلُ
- حَرْفٌ كأنّ الرّحْلَ مِنْهَا عَلى
- ذِي عانَةٍ مَرْتَعُهُ عَاقِلُ
- يا أَيُّها السَّائلُ عَنْ مَجْدِنا،
- إنَّكَ عَنْ مَسْعاتِنا جَاهِلُ
- إنْ كُنتَ لَمْ تَأتِكَ أيّامُنَا،
- فَاسْألْ تُنَبَأْ أيّهَا السّائِلُ
- سَائِلْ بِنَا حُجْراً وَأجْنَادَهُ،
- يَوْمَ تَوَلّى جَمْعُهُ الجَافِلُ
- يَوْمَ أتَى سَعْداً عَلى مَأقِطٍ،
- وَجَاوَلَتْ مِنْ خَلْفِهِ كَاهِلُ
- فَأوْرَدُوا سِرْباً لَهُ ذُبَّلاً
- كَأنّهُنّ اللَّهَبُ الشّاعِلُ
- وَعَامِراً أنْ كَيْفَ يَعْلُوهُمُ
- إذِ التَقَيْنَا المُرْهَفُ النّاهِلُ
- وَجَمْعَ غَسّانَ لَقِينَاهُمُ
- بِجَحْفَلٍ قَسْطَلُهُ ذَائِلُ
- قَوْمي بَنُو دُودانَ أهْلُ النُّهَى
- يَوْماً إذا أُلْقِحَتِ الحَائِلُ
- كَمْ فِيهِمُ مِنْ سَيْدٍ أيِّدٍ،
- ذي نَفَحاتٍ، قائِلٌ فَاعِلُ
- مَنْ قَوْلُهُ قَوْلٌ، وَمَنْ فِعْلُهُ
- فِعْلٌ، وَمَنْ نَائِلُهُ نَائِلُ
- القَائِلُ القَوْلَ الّذِي مِثْلُهُ
- يَنْبُتُ مِنْهُ البَلَدُ المَاحِلُ
- لا يَحْرِمُ السّائِلَ إنْ جَاءَهُ،
- وَلا يُعَقّي سَيْبَهُ العَاذِلُ
- وَالطّاعِنُ الطَّعْنَةَ يَومَ الوَغَى،
- يَذْهَلُ مِنْهَا البَطَلُ البَاسِلُ
المزيد...
العصور الأدبيه