الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الطفيل الغنوي >> لا تكفروا حسن سعينا >>
قصائدالطفيل الغنوي
- غَشِيتُ بِقُـرَّا فَرطَ حَـولٍ مكمّل
- مَغانِـيَ دَارٍ من سُعادٍ ومَنْزِلِ
- تَرَى جُـلَّ ما أبقى السَّواري كأنَّه
- بُعَيْد السَّوافِـي أثـرُ سَيفٍ مفَلَّل
- دِيَارٌ لسُعدى إذ سُعَاد جِدَايَـةٌ
- من الأُدم خُمصانُ الحَشَا غَيرُ خنثل
- هِجانُ البَياضِ أُشرِبَتْ لونَ صُفرَةٍ
- عقيلةُ جَـوٍّ عَـازِبٍ لم يُحلَّلِ
- تَضِلُّ المَدَارى في ضَفَائرها العلى
- إذا أُرسِلَتْ أو هكـذا غَيْرَ مُرْسَلِ
- كأنَّ الرِّعَاثَّ والسُّلوسَ تَصَلصَلتْ
- على خُشَشَاوَيْ جَأبَة القَرْنِ مُغْزِلِ
- أملَّت شُهُور الصيَّفِ بَين إقامة
- ذَلولاً لـها الوادي وَرَملٍ مُسَهَّلٍ
- بأبطَحَ تُلفِيْها فُوَيقَ فِراشِهَا
- ثَقَالُ الضُّحى لم تنتطق عن تَفَضُّلِ
- يُغَّنِّي الحَمامُ فَوقَها كُلَّ شَارِقٍ
- غِنَاءَ السُكَارَى في عَرِيشٍ مُظَلَّلِ
- إذا وَرَدَتْ تَسْقِيْ بِحِسْيٍ رعاؤُهـا
- قَصيرِ الرِّشَاءِ قَعْـرُهُ غَيْرُ مُحْبل
- يَزِيْنُ مَرَادَ العَينِ من بَيْنِ جَيْبِها
- ولبَّاتِهَا أجـوازُ جَذْعٍ مُفَصَّلِ
- كَجَمْرِ غَضَاً هَبَّتْ لـه وهو ثاقب
- بِمَروَحَـةٍ لم تَسْتَتِر رِيحُ شَمأَلِ
- وَوَحْفٌ يُغَادَي بالدِّهَانِ كأنَّه
- مَدِيدٌ غَدَاهُ السَّيلُ من نَبْتِ عُنْصُلِ
- تَظَلُّ مَدارِيْهـا عَـوازِبَ وسطِه
- إذا أرسَلتْـه أو كذّا غَيرُ مُرسَلِ
- إذا هي لم تَسْتَكْ بِعُود أراكَـةٍ
- تُنُخِّلَ فاسْتَاكَتْ بِهِ عُوْدُ إسحَلِ
- إذا سَئِمَتْ من لوحَةِ الشَّمس كنَّها
- كِنَاسٌ كَظِـلِّ الـهَودَجِ المتَحجِّلِ
- بَني جَعفَرٍ لا تَكفُروا حُسْنَ سَعِينَا
- وأثنُوا بِحُسنِ القولِ في كُلِّ مَحفَلِ
- ولا تَكفُروا في النَّائِبَات بلاءَنَا
- إذا مَسَّكُمْ منها العَدُوُّ بَكَلكَل
- فَنحنُ مَنَعَّنا يوم حِرْسٍ نَسَاءَكُم
- غَدَاة دَعَانا عَامِرٌ غَيرَ مُؤتَلي
- دَعَا دَعوَةً يالَ الجُليحَاءِ بعدما
- رأى عرضَ دَهمٍ صَرَّعَ السِّربَ مُثعِلِ
- فقال اركبُوا انتُم حُماةٌ لمثلـهـا
- فَطِرنَـا إلى مقصُورَة لم تُعبَّل
- طِوال الذُّنابَي أُترِفَت وهي جَونَةٌ
- بلَبسةِ تَسبِيغٍ وثـوبٍ مُوصَّل
- فجـاءت بِفُرسَانِ الصبَّاحِ عَوَابِساً
- سِرَاعاً إلى الـهَيجَا معاً غير عُزَّلِ
- فأحمَشَ أولاهـم وألحَـقَ سِربَهُمْ
- فَـوارِسْ منَّـا بالقَنـا المُتَنخَّلِ
- فَحَامَـى مُحَامِيْنا وطَرَّف عَيْنَهم
- عَصَائِبُ مِنَّا في الوَغَـى لم تُهَلِّل
- رَدَدْنا السَّبايا من نُفَيلٍ وجَعْفَر
- وهُنَّ حُبالى من مُخِفٍّ ومُثقِلِ
- وراكِضـةٍ مـا تَستَجِنُّ بِجِنَّةِ
- بَعِيرِ حِـلالٍ راجَعَتْه مُجَعْفَلِ
- فقُلتُ لـها لـمَّا رأينا الذي بها
- من الشَّرِّ : لا تَسْتَوهِلِي وتَأمَّلِي
- فإنْ كان قَومِي ليس عِندَكِ خَيرهم
- فإنْ سُؤالَ النَّاسِ شَافِيْكِ فاسألِي
- ومُستَلحِمٍ تحت العَوَالِي حَمَيْتُه
- مُعَمِّمِ دَعوى مُسْتَغِيثٍ مُجَلِّلِ
- فَفَرّجتُ عنه الكَرْبَ حتى كأنما
- تأوَّى من الـهَيجا إلى حَوزِ مَعْقِلِ
- مُشِيْفٍ على إحدى اثَنَتَيْنِ بنفسِه
- فُوَيتُ المَعَالي بين أسرٍ ومَقْتَلِ
- برَمَّاحَةٍ تَنفِـي التُّرَابَ كأنَّهـا
- هَرَاقَةُ عَقً من شَعبَييْ مُعَجَّلِ
- إذا نَظَرَتْ فيه الحَفِيَّةُ وَلوَلتْ
- خَنُوفَاً بِكَفَّيْهـا بُعَيْدَ التَّوَلُّلِ
- وكائِن كَرَرنَـا من جَوَادٍ ورَاءَكُم
- وكائِن خَضَبَنا من سِنَـانِ ومُنصُلِ
- وكائِن كَرَرنَا من سَوَامٍ عَلَيكُمُ
- ومن كَاعِبٍ ومن أسِيرٍ مُكَبَّلِ
- وأشعَثَ يَزهـاه النُّبُوحُ مُدَفّع
- عن الزَّادِ ممن خَلَّف الدَّهرُ مُحثَلِ
- أتَانَا فلم نَدفَنهُ إذ جاء طَارِقـاً
- وقُلنَا لـه : قد طَالَ طُولَكَ فأنزِلِ
- هَنَأنَا فلم نَمنُنْ عليه طَعَامَنَا
- فَرَاحَ يُبَارِي كُلَّ رأسِ مُرَجَّلِ
- فأبَّلَ واسْتَرخَـى به الشَّأنُ بَعدما
- أسَافَ ولـولا سَعيُنا لم يُؤبِّلِ
- فَذَاكَ ولم نَحرِم طُفَيلَ بن مالِكٍ
- وكُنَّا متى ما نُسألِ الخَيرِ نَفعَلِ
- لنا معقِلٌ بَـذَّ المعاقِـلَ كلَّهـا
- يُرى خامِلاً من دُونِـه كلُّ مَعقِلِ
المزيد...
العصور الأدبيه