الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> الطفيل الغنوي >> أشاقتك أظعان >>
قصائدالطفيل الغنوي
- أشاقَتكَ أظعانٌ بجَفـنِ يَبَنْبَمِ
- نعم بُكُراً مثلَ الفَسِيلِ المُكَمَّمِ
- غَدَوْا فَتَأمَّلـتُ الحُـدُوجَ فَرَاعَني
- وقد رفعُـوا في السَّيرِ إبرَاقُ مِعْصَمِ
- فقلت لحرَّاضٍ وقد كدتُ أزدهي
- من الشَّوق في إثر الخليطِ المُيَمِّمِ
- ألم تَـرَ ما أبصَرتُ أم كنتَ ساهِياً
- فَتَشْجى بِشَجوِ المُسْتَهَـامِ المتيَّمِ
- فقال ألا لا لم ترَ اليومَ شَبحـةُ
- وما شِمْتَ إلاَّ لمـح برقٍ مغَيَّـمِ
- وَرَبِّ التي أشرَقنَ في كلِّ مِذنَبٍ
- سَوَاهِمَ خُوصاً في السَّريحِ المُخَدَّمِ
- يَزُرْنَ إلالاً لا يُنَحِّبْنَ غَيرَهُ
- بِكُلِّ مُلَبٍّ أشعثِ الرَّأسِ مُحْرِمِ
- لقد بيَّنت للعَينِ أحْدَاجَها معاً
- عَلَيهِنَّ حوكِيُّ العراق المُرقَّم
- عُقارٌ تَظَلُّ الطَّيرُ تخطِفُ زَهوهُ
- وعالَيْنَ أعلاقاً على كلِّ مُفأَمِ
- وفي الظَّاعِنينَ القلبُ قد ذَهَبَتْ به
- أسيلَةُ مَجرَى الدَّمعِ رَيَّا المُخَدَّمِ
- عَروبٌ كأنَّ الشَّمسَ تحت قناعِها
- إذا ابْتسَمتْ أو سَافِراً لم تَبَسَّمِ
- رَقُودُ الضُّحَى مِيسَانُ لَيلٍ خَريدةٌ
- قد اعتدلت في حُسنِ خلّقٍ مُطَهّم
- أصاحِ ترى بَرقاً أُريك وميضَةُ
- يُضيءُ سَنَاهُ سُوقَ أثلٍ مُرَكَّمِ
- أسَفَّ على الأفلاجِ أيمَنُ صَوبِهِ
- وأيسَرُهُ يَعلو مخَارمَ سُمسَمِ
- لـه هَيـدَبٌ دانٍ كأنَّ فُرُوجَـهُ
- فُوَيقَ الحَصَى والأرضِ أرفَاضُ حَنْتَمِ
- أبسَّتْ به ريحُ الجنوبِ فأسْعَدَتْ
- رَوايـا لـه بالماءِ لمَّا تَصَرَّمِ
- أرَى إبلي عافَت جَدودَ فلم تَذُق
- بها قَطْرةً إلاَّ تَحِلَّةَ مُقْسِمِ
- وبُنيَانَ لم تُورد وقد تمَّ ظِمؤها
- تَراحُ إلى جَوِّ الحَياضِ وتَنْتَمِي
- أهَلَّت شُهُورَ المُحرِمينَ وقد تَقَتْ
- بِأذنَابِهَـا رَوْعَـاتِ أكْلَفَ مُكْدَمِ
- أسِيـلِ مُشَكِّ المِنخَرَيـن كَأنَّهُ
- إذا اسْتَقبَلَته الرِّيح مُسعُط شُبْرمِ
- تَسُوفُ الأوابي مِنكَبَيه كأنَّهـا
- عَذَارَى قُرَيشٍ غير أن لم تُوَشَّمِ
- عَوازِبُ لم تَسمَع نُبوحَ مَقامَـةٍ
- ولم تَرَ ناراً تِـمَّ حـولٍ مُجرَّم
- سِوَى نارِ بَيضٍ أو غَزاالٍ بقفَرةٍ
- أغَنَّ من الخُنس المَناخِرِ تَوأمَ
- إذا رَاعِياها أنضّجَاهُ تَرامَيا
- به خِلسَةً أو شَهـوَةَ المُتَقَرِّمِ
- إذا ما دَعاها استَسْمَعَت وتأنَّستْ
- بسَحْمَاءَ من دون الغَلاصِمِ شَدقَمِ
- إذا ورَدَتْ ماءً بِلَيْلٍ كأنَّها
- سَحابٌ أطاعَ الرِّيحَ من كلِّ مَخْرِمِ
- تَعارَفُ أشباهاً على الحَوضِ كُلُّها
- إلى نَسَبٍ وسط العَشيرَةِ مُعْلَـمِ
- غَنْمِنا أباها ثم أحـرَزَ نَسلـها
- ضرابُ العِدَى بالمَشرَفي المُصَمِّمِ
- وكُلُّ فتىً يَرْدى إلى الحَرْب مُعْلَماً
- إذا ثَوَّبَ الدَّاعِي وأجرَدَ صِلدَمِ
- وسَلـهَبَةٌ تَنضُو الجِيادَ كأنَّها
- رَداةٌ تَدَلَّـتْ من فَـرْوع يَلَمْلَمِ
- فذلكَ أحياها وكلُّ مُعَمَّمِ
- أريبٍ بِمَنْعِ الضَّيفِ غير مُضَيَّمِ
- وما جاوَزَتْ إلاّ أشَمَّ معاوِداً
- كِفايَةَ ما قيل اكْفِ غير مْذَمَّمِ
- إذا ما غَدا لم يُسقِط الخوفُ رُمحَهُ
- ولم يَشْهَدِ الـهَيْجا بألوَثَ مُعْصِم
المزيد...
العصور الأدبيه